المطالبات بحل القضية الكردية تتسع.. سياسي عراقي يصف النظام التركي بالـ “شوفيني”

بغداد

تتجدد المطالبات بحل القضية الكردية، وخاصة داخل الأراضي التركية، بهدف نيل الكرد لحقوقهم من النظام التركي، الذي يوصف بأنه “شوفيني”، وهذا ما طرحه سياسي عراقي بارز، الذي أكد أن هذه القضية ستبق “ملتهبة” بل وأصبحت حجة للتوغل وشن الحرب، بسبب المد القومي التركي ورغبة أردوغان بالبقاء في كرسي الرئاسة.

وخلال حملة حل القضية الكردية، لم يتم إغفال اعتقال النظام التركي لعشرات السياسيين الكرد، رغم أن أغلبهم تم انتخابه، ومنهم أعضاء مجالس بلدية أو نواب أو مؤسسين لأحزاب، ليضافوا إلى أبرز معتقل لدى النظام التركي وهو القائد والمفكر عبدالله أوجلان.

ويقول عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعضو سكرتارية التيار الديمقراطي علي مهدي، خلال حديث لـ “روج نيوز“، إن “القضية الكردية، وخاصة في تركيا هي قضية شائكة وتاريخية، فالشعب التركي يتكون من قوميات عدة وقسم منها تتطلع لمساواتها مع القوميات الاخرى والتعامل معها بشكل طبيعي، وهذا هو هدف القومية الكردية”.

ويضيف مهدي، أن “الحكومات التركية المتعاقبة هي شوفينية، ولم تلبي متطلبات القوميات الأخرى وخاصة الكردية، ولم تبرز ثقافتهم وتمنحهم حق المشاركة بالسلطة، لكن رغم هذا فأن القوى الكردية تحاول تنظيم نفسها وتشكل احزابا وتدخل غمار اللعبة الديمقراطية، إلا أنه هناك تشديد عليها”.

ويتابع أنه “في كل دورة أو دورتين برلمانيتين في تركيا، تثير القوى الكردية التركية، للجو العام المشحون بالشوفينية، ما يجري ضد الشعب الكردي”، مبينا أن “هناك الكثير من المنتخبين في البرلمان والمجالس المحلية من الشعب الكردي، تعرضوا للطرد والسجن والكثير منهم حتى الان في السجون رغم انهم منتخبون”.

ويستطرد مهدي، أن “هذه الإجراءات التركية بالتأكيد تتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية، وتركيا تتعرض لضغط دولي بهذا الجانب، سواء من الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي، فعليها أن تتعامل مع شعبها وفق مبدأ المساواة”، متابعا “تبقى هذه القضية ملتهبة وتتسع وأحيانا تصل للمواجهة المسلحة، إذ أنه بحجة محاربة القوى المسلحة يتم التجاوز على السيادة العراقية والتوغل والضربات الاخيرة في السليمانية ورواندوز وكفري ورانيا، التي نفذتها تركيا من خلال الطائرة المسيرة أو مخابراتها، هي من هذه الحجج”.

ويلفت إلى أن “القضية الكردية ستبقى ملتهبة وبحاجة الى نظرة ثاقبة من قبل الحكام والموجودين في السلطة، والرئيس التركي يتمتع بسلطة وصلاحيات كبيرة، بعد انتقال النظام إلى رئاسي، وسبق له وأن دخل بهدنة وحوار مع القوى الكردية، لكن تمسكه بمنصب الرئيس جعله يتحالف مع الحركات القومية فحد من الهدنة التي كانت قائمة سابقا”.

ومنذ عشرات السنوات لم تحل القضية الكردية في تركيا، وخاصة مع وصول رجب طيب أردوغان للسلطة، تفاقمت الأزمة، ولم يجد حليفا له سوى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الذي كان من أشد الداعمين له، رغم أنه نفذ عمليات كبيرة ضد الشعب الكردي في تركيا.

كما أن أردوغان كان من أوائل الشخصيات التي شنت هجوما وحصارا على إقليم كردستان وخاصة هولير، بعد أن نفذ بارزاني استفتاء الانفصال، لكن رغم هذا بقي بارزاني مدافعا عن أردوغان.

وخلال الأعوام القليلة الماضية، كثفت تركيا من هجماتها ونفذت عمليات كبيرة داخل الأراضي العراقية وتوغلت بريا، بذريعة مطاردة الأحزاب الكردية المسلحة، وقد استهدفت هجماتها المدنيين والقرى في الإقليم.