مع هيمنة النظام التركي على مياه العراق.. أمطار شباط تنقذ أراضي ديالى

مركز الأخبار

مع كثرة الأمطار الغزيرة ووصول مناسيب السدود التركية إلى الحدود القصوى منذ بدء فصل الشتاء، مازال النظام التركي يسعى إلى اخضاع العراق عبر قطع المياه عنه وعدم إعطاءه حصته المائية العادلة.

ورغم امتلاك العراق الكثير من أوراق الرد والضغط على الدولة التركية، إلا أن الحكومة تقف عاجزة رغم المطالبات ووصول الجفاف لمراحل خطيرة في البلاد، حتى جاءت أمطار شهر شباط الحالي لتنفذ جزءا من الأراضي، حسب ما اعلن الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية، بان امطار شباط انقذت 35 الف دونم في ديالى.

يشار إلى أن تركيا، صعدت خلال الأعوام الماضية من سياستها العدائية ضد العراق، حيث قللت حصته المائية لـ70 بالمئة، فضلا عن شنها عمليات عسكرية شبه يومية، استهدفت المدنيين وقرى إقليم كردستان، وخاصة السليمانية ودهوك.

اذ قال رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى رعد مغامس، إن “امطار شباط كانت بمعدلات جيدة في 19 مقاطعة زراعية بديالى اسهمت في انقاذ 35 الف دونم من الزراعة الديمية وتامين الرية الثانية التي كانت ينتظرها المزارعين منذ اسابيع”.

وأضاف أن “الزراعة الديمية لا تزال نموذج معتمد في 4 مقاطعات زراعية في ديالى خاصة اطراف ناحية العظيم بسقي المحاصيل الزراعية وخاصة الحنطة والشعير”.

واوضح “كلما كانت الامطار غزيرة كان الموسم اكثر نجاحا في الانتاج لافتا الى ” تامين الرية الثانية تعني زوال هلاك المحصول”.

وتنتشر الزراعة الديمية في مناطق عدة من ديالى منذ عقود طويلة وهي تعتمد بالاساس على مياه الامطار في سقي المحاصيل”.

يذكر أن أغلب المدن التركية، شهدت أمطارا غزيرة وسيولا مدمرة، تسببت بمصرع عشرات المواطنين وتدمير ممتلكات، وذلك بسبب استمرار هطول الأمطار لفترات طويلة، وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات توثق الوفرة المائية في تركيا.

وتعد الورقة الاقتصادية، من أهم الضغوط التي يمكن أن تمارس ضد تركيا، إذ بحسب الإعلان التركي الرسمي، فأن صادراتها لشهر آب الماضي، بلغت 21 مليار و615 مليون دولار، وقد حل العراق ثالثا بقيمة مليار و91 مليون دولار، وهذا الرقم لشهر واحد فقط.

ودائما ما يتصدر العراق قائمة المستوردين من تركيا، وتشل استيرادات العراق كل المنتجات والخضار، بما فيها فواكه “اللالنكي”، التي استوردها العراق العام الماضي من تركيا بملايين الدولارات، لاسيما وأن محافظة ديالى تعد موطن الحمضيات وكانت تنتجها بكميات وفيرة، لكن أزمة الجفاف حولت أراضيها الزراعية لجرداء.

يذكر أن “روج نيوز“، كشفت في وقت سابق، ونقلا عن لجنة العلاقات النيابية، بأن المفاوض التركي ما زال مسيطرا على المفاوضات مع العراق، فيما يخص أزمة المياه، دون أن يقدم الجانب العراقي على تفعيل أوراق الضغط التي يمتلكها.

ومن بين ما سببه الجفاف وسياسة تركيا بقطع المياه عن العراق، هو خلو محافظة الأنبار من الخطة الزراعية لهذا الموسم الزراعي الحالي، بعد أن شهدت جفاف أغلب البحيرات فيها وخاصة الحبانية وعانة، التي يغذيها نهر الفرات القادم من سوريا، والذي تعرض إلى أقسى موجة تجفيف من قبل تركيا.