انسحاب للقوات أم إعادة تقييم.. كيف سيتجه الحوار بين بغداد واشنطن؟

بغداد

قلل خبير إستراتيجي، من الوصول لاتفاق مع الولايات المتحدة، لإنهاء مهام قوات التحالف وانسحابها من العراق، بعد أن أكد أن واشنطن لا تتحدث عن الانسحاب بل “تقييم المخاطر”، فيما أشار إلى أن من مصلحة العراق بناء علاقات مع أمريكا وليس الدخول بقطيعة، بعد أن عزا قضية السيطرة على الفصائل المسلحة لـ”التجاذبات الإقليمية”.

وقال الخبير إياد العنبر، في تصريح لـ “روج نيوز”، إن “الأمريكان لحد الان لا يتحدثون عن انسحاب، بل عن مرحلة تقييم والانتقال من التحالف الدولي لمهام اخرى على مستوى التنسيق، والجانب العراقي يتحدث عن انسحاب”.

وأضاف أن “المفاوضات الآن تسير وفق ما حدده وزير الدفاع الامريكي والتقييم وكيفية الانتقال للمرحلة اللاحقة، وإذا استمرت المفاوضات وفق ما أكد رئيس أركان الجيش عبدالأمير يارالله، أي بالشهر مرتين، ستكون خطوة لحسم هذا الملف والانتقال للمرحلة المقبلة”.

وتابع أن “العمليات القتالية لقوات التحالف غير موجودة، والانتقال للجانب التعاوني في المهام سوف يكون مطروحا، وهذا مرهون برؤية العراق”.

وبشأن مصلحة واشنطن في الانسحاب حاليا، يوضح العنبر أن “قضية المصلحة يبدو انها غير مطروحة، لكن قد تطرح وفقا للدراسات وما كتبه بعض السياسيين السابقين، حول أن تكلفة البقاء الأمريكي تفوق تكلفة الانسحاب، وهذا ربما يلوح به ترامب في المرحلة المقبلة”، مبينا “هناك اصوات تتحدث عن انهاء التواجد الامريكي، خاصة وأن انتقال امريكا من إستراتيجية رد الفعل للردع قد نجحت، لكن هذا غير مطروح للامريكان حتى اللحظة”.

وبشأن السيطرة على نشاط الفصائل المسلحة، يبين أن “القضية تخضع لرغبة وجدية الحكومة، فهي لديها تصريحات منتناقضة اذ تربط بين خروج الامريكان وإنهاء قوات التحالف، واعتقد من يفكر جديا بقضية حساب المصلحة، يجد أنه يجب ترتيب العلاقات مع امريكا وليس التقاطع”.

ويستطرد أن “قضية الفصائل فهي خاضعة للتجاذبات الاقليمية وليس لقوة الحكومة”.

وانطلقت قبل فترة وجيزة، الجولة الأولى لاجتماعات العراق والولايات المتحدة من أجل صياغة جدول زمني لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، حيث نشر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء أن محمد شياع السوداني يرعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في الأراضي العراقية.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد سابقا، التوجه لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد بقيادة واشنطن، وذلك بعد أيام من ضربات أميركية عدّتها بغداد “عدائية ومساسا بالسيادة” على مواقع عدة.

وكانت وزارة الخارجية، قد أعلنت في وقت سابق، “نجاح الحكومة العراقية مع حكومة الولايات المتحدة بالاتفاق على جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين منذ آب أغسطس لصياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي المدروس لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد داعش”.