التيار الوطني الشيعي.. ما الذي يسعى له الصدر؟

بغداد/ وسام الزهروني 

متغيرات عديدة، وخطوات كبيرة، اتخذها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤخرا، دون أن يعلن خلالها عن عودته رسميا للمشهد السياسي، وكان آخرها تغيير أسم تياره إلى “التيار الوطني الشيعي”، لينهي حقبة اسم “الصدر”، وهو ما عزا مراقبون للشأن السياسي إلى محاولة إبعاد أسم عائلته عن المناكفات والسجالات السياسية.

تغيير الأسم، جاء بعد سلسلة قرارات وتوجيهات أصدرها الصدر بشأن قاعدته الجماهيرية خلال الفترة الماضية، لكن رغم هذا بقي توقع عودته للعمل السياسي محل ترجيح من قبل المراقبين، إلا أن أنهم أكدوا أن هذه التحركات توحي بعودة “قوية” مشروطة مجددا بمشروع “الأغلبية السياسية”.

المحلل السياسي محمد علي الحكيم
المحلل السياسي محمد علي الحكيم

ويقول الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، في تصريح لـ “روج نيوز“، إن “تغيير تسمية التيار الصدري، في هذا الوقت يحمل في طياته العديد من الرسائل أبرزها أن الصدر لا يسعى أن يكون زعيما صدريا ولا شيعيا أو لجهة محددة، بل يسعى أن يكون زعيما عراقيا لكل أطياف الشعب العراقي، لذلك انسحابه من العملية السياسية لم يكن من دون سيناريو مسبق، بل أعد سيناريو محاك لهذه المرحلة”.

وكان الصدر، غير الأربعاء الماضي، اسم التيار الصدري الى “التيار الوطني الشيعي” في كتاب أصدره متضمناً طرد أحد عناصر التيار.

ويضيف الحكيم، أن “تمهيدات الصدر للعودة ابتدأت منذ أشهر واليوم تم اكتملت بتحركات في الشارع وبيانات تحمل رسائل معينة لبعض الاطراف، ناهيك عن زياراته للمرجع الأعلى علي السيستاني، والتي تجاوزت المرتين”، مبينا أن “المرحلة المقبلة حسب المعطيات السياسية تبين أن الصدر عائد لعالم السياسية وبقوة غير معهودة، ومن غير المستبعد أن يحصل على 90 مقعدا في أقل تقدير”.

ويتابع، أن “الصدر، وفي حال أعلن رسميا عن رجوعه، سيكون مشروطأ بعدة شروط أبرزها، تشكيل حكومة أغلبية ولا يتراجع عن هذا المطلب وبالفعل هذا المطلب الذي يقف خلفه العديد من الشعب العراقي”، مبينا أن “الأمر الثاني أن يتم القبول بنتائج الانتخابات مهما كانت النتائج، ولا يمكن تكرار سيناريو الانتخابات السابقة والتي تم الاعتراض عليها من قبل بعض الأطراف”.

ويؤكد “المرحلة المقبلة ستكون حبلى بمفاجئات غير متوقعة للجميع، وبالتحديد لقادة الإطار التنسيقي رغم الخلافات التي تجذرت في صفوفهم، حيث جمعتهم المصالح وفرقتهم المناصب على كافة الأصعدة”.

يشار إلى أن الصدر، أمر جماهيره بإلغاء المواكب الخاصة بالصدر واندماج قاعدته مع المواطنين دون تمييز، وذلك قبل أيام، بعد أن كثف من تغريداته الدينية، التي لم تخلو من الجانب السياسي “المبطن”، وهي موجهة إلى أنصاره، وقد وصفت هذه التغريدات بأنها تمهيد لأنصاره بإنهاء المقاطعة.

وكان المالكي، قال مؤخرا، أنه مستعد للتفاهم مع الصدر بشأن الانتخابات النيابية المقبلة، وأكد أنه على يقين بإن الصدر سيشارك في الانتخابات النيابية، وذلك بحسب ما كشفت مصادر عن لقاء جمعه مع وسطاء.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وجه أنصاره بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه سيقلل من شرعيتها خارجيا وداخليا، حيث أكد أن “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا.. ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”.

الانتخابات المحلية.. هل تتجاوز المشاكل المحيطة بها بسلام؟ - العربية -  Rojnews.newsمن جانبه، يبين الكاتب والباحث في الشأن السياسي ماهر علي الجودة، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “العنوان الذي خطه الصدر للتيار الصدري الجديد هو التيار الوطني الشيعي لابعاد اسم عائلة الصدر عن الجانب السياسي”.

ويلفت إلى أن “لقب التيار الصدري يحمل إرث واسم عائلة الصدر وهي عائلة العلم والشهادة ومفكرين ولربما اراد ان يبعد هذا العنوان عن ساجلات الجانب السياسي ويعطي رمزية لجهة مهمة في العملية السياسية ولشريحة كبيرة من الشعب العراقي”، مضيفا أنه “بالتأكيد لربما هذه التسمية هي الضوء الأخضر للعودة إلى الساحة السياسية من جديد”.

ويستطرد أن “الصدر يحاول أن يجمع وحدة الاغلبية أو من يشكلون الاغلبية في العراق تحت هذا الاطار وهذا العنوان، ليقودون العملية بنجاح وليرفع الاخفاقات الماضية”.

يذكر أن الصدر، أمر بانسحاب الكتلة الصدرية التابعة له والابتعاد عن العملية السياسية في حزيران يونيو 2022، ومن ثم أعلن عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة، وذلك خلال أزمة الانسداد السياسي التي استمرت قرابة عام.

المحلل السياسي عباس الشطري
المحلل السياسي عباس الشطري

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي عباس الشطري، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “تغيير اسم التيار الصدري إلى التيار الوطني العراقي الشيعي تعد عملية تجديد من قبل الصدر، الغرض منها هي مجلس جديد للعملية السياسية والقائمين عليها او للتحالف الاطاري حقيقة وللشركاء السابقين”.

ويكمل أن “عودة الصدر إلى العملية السياسية ومشاركته بالانتخابات المقبلة غير واضحة المعالم، لكن كي يربك حسابات الاخرين او يعطي دفعة من الامل للشركاء السابقين من الجانب السني والجانب الكردي”.

ويشير إلى أن “الصدر أطلق هذه التسمية والهدف في هذا الوقت، الذي يعتبر إستراتيجي في التغيير، لان معناه الخروج بالعملية السياسية الى إطار اوسع”، مؤكدا أن “التخلي عن أسم التيار الشعبي السابق الى تيار وطني اسلامي مختلف عن التيارات الموجودة حاليا”، مبينا أن “الصدر ربما يدخل العملية الانتخابية أو قد لا يدخل، لكن في كل الاحوال سيبقى الاسم الصدري هو مقلق للقوى السياسية العراقية”.

وكانت الكتلة الصدرية قد حصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول من العام 2021 إلا أن مساعي زعيم التيار اخفقت في تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة جراء وقوف الإطار التنسيقي الشيعي بوجهها من خلال استحصال قرار من المحكمة الاتحادية بما يسمى الثلث المعطل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتسمية رئيس مجلس الوزراء.