سوق النخلة مهدد بالهدم.. ومطالبات بوقف “الكارثة” وإنقاذ مئات العائلات

بغداد/ محمد الجبوري

في خطوة غريبة، واجهتها الجهات المعنية بالصمت التام، أقدم مستثمر ومستأجر لأرض سوق النخلة في منطقة الشورجة ببغداد، على خطوات لهدم السوق القائم منذ عام 1992 ولغاية اليوم، وهو مختص ببيع المواد الغذائية وبإجازة رسمية وموجود ضمن مخطط البلدية.

ما يتعرض له هذا السوق، والذي يضم مئات المحال التجارية، أي مئات العائلات تعتاش على هذه المحال، قوبل بهجوم حاد من قبل العاملين فيه، الذين طالبوا رئيس الحكومة وأمين بغداد بالتدخل الفوري ووضع حل لقضيتهم وإنقاذهم من الهدم.

ويقول أبو قاسم، وهو صاحب محل في سوق النخلة، في تصريح لـ “روج نيوز“، إن “المشكلة الي نعاني منها، هي بسبب الدولة، لانها منحت الأرض لمستثمر، وهذا الأخير يأتي ليهدم مباشرة ويتسبب بمشاكل للناس”.

ويضيف أبو قاسم، “نحن هنا منذ 28 عاما، وفي السوق يوجد قرابة 600 عائلة تعتاش عليه، والآن جاء مستثمر لامانة بغداد واستأجر السوق، والأمانة وافقت على انه يهدمه، السؤال، كيف لأمانة بغداد ان توافق على طلبه، أليس من المفترض ان تدرسه وتخرج للسوق وتشاهد وضعه”.

ويتابع: نحن باعة في هذا السوق، وندفع إيجار للدولة ووضعنا قانوني، خرجنا تظاهرات أمام امانة بغداد لكن الأمين لم يلبي النداء ولم يستقبلنا، فنحن نريد من امين بغداد وقفة جادة مع الفقراء وليس أن يمنح موافقة على هدم السوق”، مؤكدا: “إذا لم نصل لحل سنعتصم بالشارع للضغط على الأمين حتى يتريث بالأمر”.

ويعد سوق الشورجة من أقدم أسواق بغداد، ويقع على مساحة واسعة ويضم أسواق فرعية عديدة مختصة بالمواد الغذائية والملابس وغيرها من الادوات المنزلية، حتى تحول إلى مركز تجاري رئيس في العاصمة ومصدرا للمواد التي تباع بالجملة.

ومؤخرا أقدمت امانة بغداد على إزالة عربات الباعة المتجولين في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد، وقد بررت ذلك عبر تصريح لـ “روج نيوز”، بإنه يأتي ضمن تطبيق الذوق العام وامتدادا لمشاريع فك الاختناقات المرورية.

من جانبه، يبين أبو احمد، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “هذا السوق رسمي وقائم منذ عام 1992، وشهريا ندفع الإيجار لأمانة بغداد ونأخذ وصل رسمي بها”.

ويلفت إلى أنه “في كل مرة يتم تغيير المستأجر للسوق، وهذا آخر مستأجر جاء للسوق واعلن انه سيهدمه، ونحن دون أي دعم رسمي يساندنا”، مضيفا “نطالب رئيس الوزراء وأمين بغداد، بإيجاد حل لمئات العائلات التي تعتاش على هذا السوق”.

ويلفت إلى أن “المستأجر الجديد يريد انه يهدم السوق ويبني بدلا عنه محال جديدة وبإيجارات مرتفعة جدا، ونحن لا نقدر على ثمنها، وعرضنا عليه أن يرفع قيمة الإيجار لكنه رفض”.

وبين فترة وأخرى، تتعرض بعض الاسواق الكبيرة او التراثية للإزالة لأسباب مختلفة، وغالبا ما تثير جدلا كبيرا وتظاهرات قبل أن يتم التراجع عنها، ومن أبرز الاماكن التي هدد بالإزالة هو مبنى مسرح الرشيد، قبل أن يصدر قرارا عاجلة من الحكومة السابقة بوقف هدمه ومنح أرضه لوزارة الثقافة للحفاظ عليه.

إلى ذلك، يبين أبو علياء، وهو صاحب محل في السوق، في تصريح لـ “روج نيوز“، أننا “نفدع إيجار للدولة مقابل المحال التي نشغلها في سوق النخلة، والان المؤجر يريد أن يهدم المحال”؟

ويشير إلى انه “هذه الساحة مسجلة رسميا بإنها لبيع المواد الغذائية منذ النظام السابق، وحتى خرائطها موجودة في البلدية، والان عند هدمها أين تذهب العائلات التي تعتاش عليها”.

ويؤكد: “نحن لم نتجاوز على أراضي الدولة، والان المستأجر الجديد يوميا يهدد بالهدم والقدوم بالجرافات لهدم السوق”.