رغم اهميتها.. هل جاءت صفقة الطائرات الأمريكية مقابل غلق ملف انسحاب القوات؟

بغداد/ وسام الزهروني  

خطوة مهمة، أقدم عليها العراق تتمثل بشرائه طائرات أمريكية مخصصة للتدريب والدعم اللوجستي، ورغم اهميتها لدعم سلاح الجو العراقي، إلا أن متخصصين طالبوا بإن تكون المسؤولية الفنية لهذه الطائرات بيد الجانب العراقي وليس الأمريكي حصرا.

وهذه الصفقة، التي منحت للعراق بسعر زهيد ويسدد بشكل يسير، تحمل جنبة سياسية واضحة، اولها محاولة أمريكا دعم العراق في هذه المرحلة، فضلا عن تركيز وفد رئيس الحكومة على محاولة الاستفادة من الزيارة والخروج بأكبر مكاسب ومنها هذه الصفقة، بعد أن لم يتم التطرق لملف الانسحاب الأمريكي، وهو ما تفهمته واشنطن أيضا.

الخبير الأمني علاء النشوع
الخبير الأمني علاء النشوع

ويقول الخبير الأمني علاء النشوع، في تصريح لـ “روج نيوز“، إن “التعاون العسكري العراقي – الأمريكي من ناحية الدعم اللوجستي يشكل حلقة مهمة في دعم القوات المسلحة العراقية في مجال تقديم الخدمات للصنوف المقاتلة وتطوير تنقلها وكذلك إسنادها في العمليات العسكرية عند حدوث خروقات امنية طارئة”.

ويضيف النشوع، أن “الصفقة التي أعلنت عنها وزارة الخارجية الامريكية في تزويد العراق طائرات الدعم اللوجستي c172  c208 جاءت بطلب من العراق ووافقت عليه الولايات المتحدة بمبلغ زهيد أي بمعنى كأنها قدمته هدية الى العراق”، مبينا أن “هذه الطائرات ستعمل على دعم القطعات العسكرية في تسهيل تدفق المواد العسكرية اللازمة اضافة إلى قضايا الطاقة والتموين والمعلومات وتقديم الخدمات الطبية والخدمات الإدارية التي تشمل المواد الغذائية والبشرية والبضائع الخاصة للجيش بكل جوانبها العامة والخاصة”.

ويشير إلى أن “الطائرات التي يمتلكها العراق لا ترتقي كثيرا إلى التكنلوجيا الأمريكية التي يعتبر سلاحها الجوي في طليعة دول العالم من ناحية القدرات التسليحية والقتالية”، مبيناً أن “استفادة العراق تكمن في ان تكون هناك رؤية وطنية في كيفية التعامل مع كل التعاقدات العسكرية لكل الأسلحة بالاعتماد على جهات فنية عسكرية عراقية وطنية رصينة تحدد لنا الحاجة الضرورية في دعم القوات المسلحة بالأسلحة المتطورة مع كل دول العالم لدعم الامن القومي العراقي والمحافظة على كل حدوده الجغرافية ودعم الاستقرار والسلم الأهلي “.

وكان وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أعلنت أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على المضي قدما بصفقة محتملة لبيع طائرات مخصصة للدعم اللوجستي والتدريب، للعراق وذلك بتكلفة تبلغ نحو 140 مليون دولار.

سي-172
سي-172

وأضافت أن طائرات التدريب والدعم التي ستباع للعراق، هي من طراز “سي-172” و “ايه سي-آر سي 208” ، وان المقاول الرئيسي في الصفقة ستكون شركة “نورثروب جرومان.

سي-172” و “ايه سي-آر سي 208

ايه سي-آر سي 208
ايه سي-آر سي 208

والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الاثنين الماضي، الرئيس الأمريكي جو بايدن في إطار زيارة رسمية طال انتظارها إلى واشنطن، إلا السوداني قد اهمل ملف انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أكثر الملفات أهمية وجدلا في الآونة الأخيرة واكتفى بالقول:” العراق ملتزم بنتائج اللجان المشتركة لتقييم موقف القوات، فيما أكد الرئيس الأمريكي من جهته، أن بلاده ملتزمة بحماية مصالح أمريكا وشركائها في المنطقة بما في ذلك العراق.”

يشار إلى أن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، أعلن عن توقيع العراق على صفقة في قطاع التسليح لشراء 41 طائرة بعد لقاء رئيس مجلس الوزراء محمد شيّاع السوداني مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، وذكر أنه سيكون هناك خطة مرنة لتسديد ثمن قسم من هذه الطائرات والبعض الآخر منها هو هدية قدمتها الولايات المتحدة الأميركية، مبينا أنه سيتم تسلّم الطائرات خلال أشهر قليلة كما سيتم فتح خط انتاج خاص للعراق.

المحلل السياسي عباس الشطري
المحلل السياسي عباس الشطري

من جانبه، يبين المحلل السياسي عباس الشطري، في تصريح لـ “روج نيوز“، أن “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعند ذهابه للقاء الرئيس الامريكي في واشنطن كان متأكدا انه لايستطيع مناقشة جميع الامور والتي من بينها اخراج قوات التحالف الدولي من العراق، لذلك عمل على استثمار الزيارة بجوانب مهمة اخرى”.

ويتابع أن “رئيس الوزراء ركز على الاستفادة قدر الامكان من زيارته في القضايا العسكرية اضافة الى القضايا الاخرى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، على ان تكون هناك نوع من الدعم اللوجستي للولايات المتحدة الى العراق”، مضيفا أن “موضوع الدعم اللوجستي والتدريب خصوصا الدعم اللوجستي في قضايا الرادار وقضايا المعلومات وقضايا الطائرات المسيرة حتى الاقمار الصناعية، هي افضل نتائج ممكن الحصول عليها خارج إطار مناقشة ملف قد يكون محرجا للولايات المتحدة وايضا محرجا لرئيس الوزراء كونه اساسا استقبل ليس فقط رئيس وزراء العراق وانما رئيس وزراء متأتي من قوى الاطار المقرب من ايران”.

ويمتلك الجيش العراقي 361 طائرة حربية من طرازات متنوعة، جعلت قواته الجوية في المرتبة الـ 29 عالميا، كما يحتل الجيش العراقي المرتبة رقم 45 عالميا في 2023، ويقدر إنفاقه الدفاعي بنحو 5.7 مليار دولار، ويمتلك الجيش العراقي قوة بشرية تضم:200 ألف جندي عامل، 130 ألف فرد يمثلون قوات شبه عسكرية، ولا يمتلك قوات احتياطية.