تردي الكهرباء.. البرلمان “حائر”… ومراقب: التظاهرات ستتوسع

بغداد/ وسام الزهروني  

في ظل الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، تشهد الكهرباء ترديا وتراجعا كبيرا، وهو ما أقرت به لجنة نيابية وأكدت عزمها على استضافة وزير الكهرباء، لمعرفة مكامن الخلل رغم صرف مليارات الدولارات، فيما حذر مراقب سياسي من توسيع رقة الاحتجاجات المناهضة للحكومة واستغلالها من قبل بعض الأطراف السياسية.

سهيلة السلطاني
سهيلة السلطاني

وتقول عضو لجنة الكهرباء في البرلمان سهيلة السلطاني، في تصريح لـ”روج نيوز“، إن “تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين خلال فصل الصيف أضعف بكثير من الفصل الماضي، وهذا عكس ما وعدت به وزارة الكهرباء، بان الصيف الحالي افضل من السابق، لكن لغاية الان المواطن لم يلمس أي تحسن”.

وتضيف السلطاني، أنه “مع بداية الفصل التشريعي ستتم استضافة وزير الكهرباء لمعرفة أسباب التراجع في تجهيز الطاقة الكهربائية خاصة في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، فنحن نبحث عن حلول لهذه الازمة المستمرة منذ سنين ويعاني منها المواطنين بلا حلول حقيقية”.

وتلفت إلى أن “ملايين الدولارات صرف على قطاع الكهرباء ومازالت تلك الأموال تصرف، ولهذا يجب متابعة تلك الصرفيات من قبل كل الجهات الرقابية، فهناك خلل واضح بكيفية صرف تلك الأموال دون أي حلول حقيقية لازمة الكهرباء”.

وتتفاقم أزمة الكهرباء في العراق بسبب مجموعة من العوامل المتداخلة فهناك نقص في الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، مما يؤدي إلى تقليل الإنتاج وزيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن ارتفاع الاستهلاك اليومي للكهرباء، خاصة في فترات الصيف الحارة، مما يزيد من الضغط على الشبكة الكهربائية.

كما أن تزايد حالات سرقة التيار الكهربائي يضيف عبئاً إضافياً على الشبكة، حيث يتم استهلاك الكهرباء دون دفع تكاليفها، مما يؤثر سلباً على الموارد المالية لشركات الكهرباء.

وقبل أيام، قطع العشرات من محافظة ذي قار  طريقاً رئيسياً جنوبي مدينة الناصرية مركز المحافظة احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي

ويعاني العراق من فجوة في إنتاج الطاقة الكهربائية، مقارنة مع الاستهلاك الفعلي، البالغ أكثر من 23 ألف ميغاواط، مقارنة مع إنتاج بلغ سابقا 19 ألف ميغاواط.

وينفق العراق المليارات من الدولارات لاستيراد الغاز لتغذية محطات الكهرباء، وتصل الكميات التي يستوردها من إيران فقط إلى أكثر من مليار قدم مكعب.

المحلل السياسي محمد علي الحكيم
المحلل السياسي محمد علي الحكيم

من جهته، يبين الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، في تصريح لـ”روج نيوز“، أن “هناك امتعاض شعبي كبير من تراجع تجهيز الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وهذا يؤكد استمرار الإخفاق والفشل الحكومي في إيجاد حلول لهذه الازمة، التي صرفت عليها أموال تكفي لانشاء محطات كهرباء لاكثر من دولة”.

ويلفت إلى أن “استمرار هذا الفشل في ظل ارتفاع درجات الحرارة، سيدفع الى تظاهرات شعبية غاضبة ضد السوداني وحكومته في اكثر من محافظة، كما يمكن لبعض الأطراف السياسية استغلال هذه الازمة لتحريك الشارع ضد السوداني خاصة في ظل وجود معارضة سياسية له حتى من قبل اطراف في الاطار التنسيقي”.

ويشير إلى أن “الشهرين المقبلين سيكونان خطرين على الحكومة واستقرارها، فالغضب الشعبي ربما سيكون مؤثر جداً في ظل الإخفاق والفشل في تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية، خاصة ان مدن عراقية بدأت من الان تشهد تظاهرات مناطقية منذ أيام، وهذا ربما يكون بداية الغضب الشعبي تجاه السوداني وحكومته”.

وفي السياق ذاته، أقدم محتجون على قطع طريق بغداد – كركوك احتجاجا على تردي الخدمات والنقص الحاصل في ساعات إمداد الطاقة الكهربائية، وكذلك قلة المياه.

كما نظم المئات في محافظة واسط، تظاهرة غاضبة للمطالبة بتوفير التيار الكهربائي، فيما هدد المحتجين باقتحام محطة الزبيدية في المحافظة في حال لم يتم تنفيذ طلبهم من قبل الجهات المعنية.