مطحنة “جوارباخ” تواصل العمل منذ 31 عامًا في السليمانية

مركز الأخبار

تُعَتَبَر محافظة السليمانية معروفة بعدد من الأعمال والمهن القديمة والتراثية، ومن بين هذه الأعمال التقليدية، تبرز المطاحن كجزء من التراث الغني، واحدة من أقدم هذه المطاحن هي مطحنة “جوارباخ”، التي تواصل العمل منذ 31 عامًا.

رغم أن عمر المطحنة ليس بالكثير مقارنةً بالتاريخ العريق للمحافظة، إلا أن 31 عامًا من العمل المتواصل في خدمة المواطنين ليس بالوقت القصير. تقع المطحنة في حي جوارباخ في محافظة السليمانية، وتفتح أبوابها منذ ساعات الصباح الأولى وتستمر في العمل حتى حلول الليل.

قبل 31 عامًا، وقبل بدء تشغيل هذه المطحنة، كانت المطاحن التي تعمل بالماء تُستخدم في السليمانية وضواحيها لطحن الأرز، البرغل، والقمح. ومع مرور السنين، بدأت المطاحن التي تعمل بالمكائن بالظهور.

  محەمەد عوسمانيقول محمد عثمان، صاحب مطحنة جوارباخ، لوكالة (روج نيوز): “تُعتبر هذه المطحنة من أقدم المطاحن في محافظة السليمانية. اشتراها والدي عام 1994 وهي مستمرة في العمل حتى الآن ومعروفة باسم ‘مطحنة جوارباخ’. قديمًا، كان الناس فقراء وكثيرًا ما يترددون إلى المطاحن لطحن القمح، الطحين، والبرغل، وما زالت المطحنة مستمرة في العمل ولكن ليس كما كان في السابق”.

وأشار إلى أن الأشخاص الذين يتوافدون للمطحنة هم في الغالب من المسنين، حيث أن الشباب في هذه الأيام لا يحبون الأكلات القديمة الشعبية مثل البرغل والفريكة. المسنون حتى الآن يصنعون الخبز من القمح الذي يطحنونه ويأكلون البرغل والفريكة، وهي أكلات كردية معروفة وقديمة.

تحدث عثمان عن تأثير استيراد كميات كبيرة من الأرز من الخارج على عمل المطاحن، ومع ذلك ما زال هناك طلب على طحن الأرز الكردي لفصل القشور منه، خاصةً من قبل المسنين الذين لا يزالون يأكلون الأكلات الشعبية التراثية الكردية القديمة.

وأضاف أن الطلب على المطاحن لم يعد كما كان في السابق، وزاد الطلب على الأكلات السريعة والمجهزة. يعزو ذلك إلى عدم قدرة الناس على غلي البرغل أو شراء الأرز بقشرته وطحنها بسبب ارتفاع أسعارها.

وفيما يتعلق بكيفية عمل المطحنة والأكلات التي تُحضّر منها، أوضح عثمان أن الأرز يجب أن ينقع في ماء فصل الخريف ليُنتج أرزًا فاخرًا، ثم يُنشر ليجفف قبل أن يُؤخذ إلى المطحنة لطحنه وفصل القشور منه. أما القمح فيجب أن يكون من نوعية “الصفراء”، وقمح الطحين الذي يُصنع منه الخبز الشعبي وتُزرع في منطقة “سنكاو”.

تُعد هذه المحاصيل في مطحنة جوارباخ، مثل الأرز، البرغل، الفريكة، طحين الخبز، ومن نتاج طحن الأرز يُستخدم طحين الأرز كمادة “سيريلاك” التي تُعطى للأطفال الرضع، ويُصنع من الأرز المتبقي من الطحن الـ “دولمة/يبراق، الكبة، مرق البرغل”.

تظل مطحنة “جوارباخ” رمزًا للمثابرة والعمل الدؤوب في خدمة المواطنين، حافظةً على التراث الغذائي الكردي وموروثاته رغم تحديات العصر الحديث.