مركز ميترو يهاجم حكومة السوداني بعد حملة “المحتوى الهابط”

مركز الأخبار

أعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين والصحفيات، رفضه القاطع لاعتقال والحكم على صناع المحتوى والمؤثرين بذريعة حملة “المحتوى الهابط” التي شنتها وزارة الداخلية العراقية، مشيراً الى ان “حكومة محمد شياع السوداني تسعى لقمع الحريات وكبت الاصوات المعارضة لنهجها”.

وخلال شهر شباط/ فبراير الجاري، شنت وزارة الداخلية ومجلس القضاء الأعلى حملة لملاحقة من اتهمتهم بنشر “محتوى هابط” في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى إثر ذلك صدرت مذكرات قبض وأحكاماً بالحبس بحق عدة أشخاص.

وقال مركز ميترو في بيان ورد لـ Rojnews، إن “المادة 38 من الدستور العراقي تضمن حرية الرأي والتعبير بكافة الطرق والوسائل، لكن وزارات وهيئات في الحكومة العراقية، تلجأ الى أصدار قرارات ولوائح، تفرغ هذه المادة الاساسية الدستورية من محتواها، بل وتطالب بتطبيق كل العقوبات المكممة للأفواه الذي صدرت في زمن النظام الدكتاتوري والواردة في قانون العقوبات البغدادي المرقم 111 لسنة 1969، وتضيف اليها عقوبات جديدة أشد وأقسى”.

واوضح، “فبعد قرارات اللجنة التي شكلتها وزارة الداخلية بمتابعة ما يسمى بالمحتوى الهابط، تحت عنوان (بلغ)، وتم بموجب ذلك القاء القبض على عدد من صناع المحتوى، بل وصدور احكام بالسجن تراوحت بين 6 أشهر إلى سنتين”.

وتابع المركز في بيانه “خرج علينا الناطق باسم وزارة الداخلية مفتخراً بأن عدد البلاغات عن ما يسمى بالمحتوى الهابط، التي وصلت الوزارة لحد الان قد بلغت 95 ألف بلاغ، أي اننا عدنا الى المخبر السري والقضايا الكيدية، طالما لا يوجد هناك تعريف قانوني غير قابل للتأويل ل”لمحتوى الهابط”.

واضاف، “من المحزن ان تخرج علينا نقيبة المحامين، تهدد فيها المحامين بإلغاء اسمائهم من سجل النقابة ومنعهم من ممارسة مهنة المحاماة، كل محامي يعلن انه دافع عن أحد افراد ما يسمى بالمحتوى الهابط، بينما القانون يسمح حتى للمجرمين والقتلة والسارقين بتوكيل محام للدفاع عنهم”.

واشار مركز ميترو الى ان “هيئة الاعلام والاتصالات تستعد لإصدار لائحة، تطالب بها بتطبيق قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 أضافة الى ذلك تطبيق بعض بنود قانون مكافحة الارهاب ونصوص قانونية عقابية اخرى، على كل من يمس الدولة وكياناتها ورموزها بل وحتى من يمس النقابات والاتحادات التنظيمية، وكذلك تلزم المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي التسجيل في هيئة الاعلام والاتصالات واخذ الموافقات الرسمية وتسديد الرسوم المالية قبل الشروع بالنشر، وكما تفرض اللائحة غرامات مالية وعقابية مختلفة ولا تسمح بنشر ما يعكر مزاج الزعماء الكبار او انتقاد النظام “الديمقراطي” الحالي ومؤسساته “الدستورية”، فضلا عن فرض الهيئة على اصحاب المحتوى الممول، دفع نسبة من قيمة التمويل لهيئة الاعلام والاتصالات”.

ونوه الى ان “إحدى مواد اللائحة تضمنت تجريم اي شخص يحض على مقاطعة الانتخابات، مع ان ذلك حق طبيعي لكل مواطن/ة في النظام الديمقراطي”، لافتا الى ان “اللائحة يراد لها ان تتحول الى قانون يمنح مجلس هيئة الاعلام والاتصالات المكون من أطراف سياسية جاءت بالمحاصصة، صلاحيات رقابية مطلقة وواسعة للتحكم بالمحتويات المنشورة”.

وبين ان “اللائحة المكونة من 17 فصلاً و36 مادة عقابية، لا يوجد مثلها حتى في الدول الاكثر بعداً عن الديمقراطية. وقبل ذلك تمت القراءة الاولى لقانون جرائم المعلوماتية، الذي يهدد في الكثير من جوانبه حرية الرأي والتعبير”.

ولفت المركز الى انه “أصبح من الواضح ان الحكومة تسعى لقمع الحريات وكبت الاصوات المعارضة لنهجها، بحجج واهية ظاهرها خير وباطنها يهدد حرية الرأي والتعبير ويكتم الانفاس”. وتابع البيان ان “مركز ميترو الذي أطلق منذ سنة حملة توعية ضد التضليل والاخبار والمعلومات الكاذبة، وليس عن طريق قرارات وقوانين تعسفية، للحد من حرية الرأي والتعبير”.

وختم بالقول، إن “مركز ميترو يرفض هذا النهج ويرى ان هذه القرارات واللوائح تشكل خطراً حقيقياً على النظام الديمقراطي ويهدد بشكل جدي حرية الرأي والتعبير، ويطالب الرأي العام وكل المعنيين بالدفاع عن حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير الوقوف ضد هكذا قرارات ولوائح تقييد الحريات العامة والخاصة، كما يطالب المنظمات المختصة بحرية الرأي والتعبير والمنظمات المدافعة عن حرية وحقوق الانسان، بتنظيم حملة جادة للوقوف ضد مثل هذا التجاوز على حقوق الانسان وحريته في التعبير عن آرائه”.