كولبي : جنوب كردستان بحاجة الى “نموذج روجآفا”

اكد الباحث السياسي الكردي فايق كولبي على ان الشعب فقد ثقته بالسلطة في اقليم كردستان الخاضعة تحت النفوذ العائلي،واشار كولبي الى اهمية تطبيق نموذج روجافا في الاقليم  وموضحاً ما يعرقل تطبيقه.


اجرت وكالة ROJNEWS لقاءاً مع الباحث السياسي الدكتور فايق كولبي، حول ملفات سياسية في جنوب كردستان ومستوى الديمقراطية في نظامه، و عدة مسائل اخرى.

نص الحوار:

ما علاقة المعايير الديمقراطية و تطبيقها في اقليم كردستان مع الازمات التي تشهدها الاقليم؟

المشكلة الرئيسية لدينا في اقليم كردستان،هو انه يفتقر لدستور خاص به، رغم مرور اكثر من 28 عام على الانتفاضة الشعبية،في حين من المعروف ان اية  دولة في العالم عندما تشهد متغيرات، اول ما يمكن فعله هو تشريع دستور ،وكنموذج اول ما حث عليه الامريكان  بعد اسقاط نظام صدام حسين في العراق هو تشكيل دستور. وفي روجافا (شمال سوريا) اصدار الميثاق الاجتماعي، و حتى الدول الاخرى كالسودان ومصر و الجزائر  جميعها تتحرك وفق الدستور، بينما في اقليم كردستان ليس لديها دستور ، اذاً ماذا يوجد؟ لا يوجد سوى اجتماعات حزبية وقرارات محتكرة من قبل الاحزاب وتحل محل الدستور.

ما تأثير عدم وجود دستور على الاقليم ؟

ما من دستور ، ما من قانون، اذاً هناك فوضى، و كما هو ظاهر فان اجتماع الاحزاب و رؤسائها هو يحل محل الدستور، و على سبيل المثال ” الخلاف بين الاحزاب (الديمقراطي و الاتحاد الوطني و التغيير)على قضية عدد نواب رئيس اقليم كردستان و لازال قائماً، وفي حال كان هناك دستور للاقليم لتم حل المشكلة عبره وحدد عدد نواب رئاسة الاقليم، لكن كما نرى  ليس للاقليم دستور ، اذاً الاحزاب والشخصيات هي التي تحكم.

لماذا لا يتم تشكيل دستور ؟

الدستور عادة يحدد الواجبات والصلاحيات للسلطات والشعب، وهذا ما يرسم حدود لصلاحية السلطة التي تتحكم بالثروات وجميع القطاعات الاقصادية والسياسية والثقافية، وكمثال توضيحي، جميع القنوات التلفزيونية في اقليم كردستان هي حزبية، في الوقت الذي لا تمتلك الاحزاب في الدول المتقدمة قنواتأً، بينما هنا يكون الحزب مسيطراً على الاقتصاد، و جميع المشاركين في السلطة هم اناس حزبيين، من هنا نسطيع القول ان ذلك يعتبر احد اهم عوامل انعدام الديمقراطية. نقطة اخرى و هي عدم وجود مؤسسات مستقلة، فقد مر اكثر من 6 اشهر على الانتخابات التشريعة في الاقليم، و النواب الذين ترشحوا عن هذه الانتخابات هو محزبون، و لا يقومون باي خطوة لا تتفق مع مصالح احزابهم، و لا يشاركون في الجلسات، فالحزب اصبح يتحكم بكل شيء، بالبرلمان و الحكومة و القانون و الاعلام وكل القطاعات.

اذاً كيف تحققت المكتسبات في اقليم كردستان ؟

هذه المكتسبات المتحققة اعتمدت على قوة الشعب و اخطاء الاعداء، فنظام صدام حسين قصف حلبجة ونفذ عمليات الانفال بحق الكرد، وخاض حرباً ضد ايران، و نفى الحقوق الكردية و احتل الكويت و قام بكل ما ينافي ميثاق الامم المتحدة، و هذا ما اضعفه و نحن كنا المستفيدون، فاليوم كل من ايران و العراق و تركيا لديها نقاط ضعف، لكننا لسنا بتلك القوة ذات المستوى العالي لنستغل تلك النقاط.

هل تعقتد ان الدستور ان وجد سيتمكن من حل كل مشاكل الاقليم؟

التغيير يحدث عبر وسيلتين اما بالاصلاح او الثورة، فالاصلاح واجب على السلطة او المعارضة، و لعدم وجود معارضة حقيقة للسلطة هنا، من الممكن ان تقوم السلطة بالاصلاحات لكنها لن تكون جذرية، فحتى لو تم تشكيل دستور يتوجب تغيير عقلية السلطة لتتناسب مع الدستور، و من المعروف ان بعض البلدان لديها دساتير جيدة لكنها تفتقر للعقلية المتناسبة مع الدستور المثالي.

اذاً اقليم كردستان بحاجة الى اما الاصلاح الداخلي او ثورة تحدث تغييراً في النظام و ليس من الضروري ان تكون الثورة مسلحة  بل ثورة فكرية قانونية وسياسية يفيد الشعب ولا يضره.

ما تعليقك على الحكم العائلي في اقليم كردستان و تأثيره؟

حين بدأت الثورة في جنوب كردستان العراق، تمت بريادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ،لكن اصبحت تحت نفوذ عائلة البارزاني ، ما دفع الى بعض الشخصيات التابعين للحزب الى رفض سياسية النفوذ العائلي لذا قرروا الانشقاق و كانت لها تداعيات كحدوث اقتتال داخلي. ومن ثم تم تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على اساس رفضه للنفوذ العائلي، لكن نرى اليوم انه الاخر اصبح عائلياً، و حتى حركة التغيير لم تسلم اليوم من تلك العقلية فاقتصاد حركة التغيير بيد ابناء مؤسسه الراحل نوشيروان مصطفى. بالنتيجة سياسية الحكم العائلي لا يمكلك مفتاح حل القضايا الوطنية. الحكم العائلي يعد احد اهم مشاكل اقليم كردستان، لذا حين يتم تشكيل دستور  يجب ان يحتوي  فقرات تتعلق بهذه المعضلة وعدم السماح لتشكيل احزاب على اسس عائلية.

هل يمكن ان تشرح تأثير هذه السلطة على الشعب؟

السلطة استغلت عدم وجود دستور للاستيلاء على ثورات البلاد و تجويع الشعب،  وهنا تبدأ حالة اللاديمقراطية، فيصبح التجار من هم اقران احزاب السلطة او شركاءهم ليذهب واردات هذا البلد الى جيوبهم، بينما الشعب يواجه الطمس و الحرمان، وهذا كان السبب الاساسي لظهور الربيع العربي.

لكن كما نرى ونراقب فان روجافا اصبحت تتميز بنموذج نظام جميل لان الشعب هو المدير و لان هناك سياسية مرسخة على اساس اخوة الشعوب و التعايش المشترك، و المساواة بين المرأة و الرجل. و من المعروف ان قادة روجافا هم من نفسهم من اطياف الشعب ونفسهم من ضحوا بانفسهم في حرب الدفاع عن وطنهم ، فمثلاً  قد استشهد ابن صالح مسلم و اصيب اخر، بينما نرى ان بعض ابناء قادة جنوب كردستان كانوا في الخارج حتى قبل سقوط صدام و اخرون لم يواجهوا اي متاعب و صعوبات و كانوا مسؤولين منذ ولادتهم، كل ذلك يدفع الشعب لان يتتطلع الى كنموذج روجافا.

ما هو الحل .. كيف يمكن تحقيق تطلعات الشعب؟

الحل اما بالاصلاح او بالثورة، ما كان سعت اليه حركة التغيير كان اصلاحاً لكن لم تتمكن من ذلك، اما ما شهدته روجافا كانت ثورة ، و نحن في جنوب كردستان لو كانت لدينا قوة الآبوجيين(تلاميذ اوجلان) لتمكنا من احداث تغيير في جنوب كردستان. يجب ان يقدتي جنوب كردستان بنموذج غرب كردستان(روجافا) المتكامل على كافة الصعد.

ماذا يعيق تطبيق ذلك النموذج في جنوب كردستان؟

هناك عائقين امام تنظيم  الشعب في جنوب كردستان، الاول هو ان اللسطات في اقليم كردستان تمنح التراخيص للجبهة التركمانية التي لا تعترف اصلا بكردستان،وللاستخبارات التركية والايرانية و السلفيين و الاخوان المسلمين و الموساد الاسرائيلي ..، بينما يمنع اي تحرك لانصار فكر السيد اوجلان،حتى لو كانوا حصلوا على ترخيص قانوني من بغداد.

اما الثانية هو ان الجهات في جنوب و التي تقتدي بفكر اوجلان و تعتبر نموذج روجافا هو الامثل و تسعى للتواصل الدائم معها، لا ترى مقابلاً ممثالاً من جانب روجافا او شمال كردستان اللتا لاتتقربان من الحراك الحر و المستقل، فحين يجري وفد من حزب الشعوب الديمقراطي زيارة الى جنوب كردستان تكون وجهته الاولى صوب حزبي البارزاني و الطالباني، اضافة الى ذلك لم نر مواقف صارمة من منظمومة المجتمع الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي او حزب الشعوب الكردستاني ازاء الضغوطات التي تعرضت لها حركة حرية المجتمع الكردستاني في جنوب كردستان بالاونة الاخيرة.