فرید أسسرد: نعتبر أنفسنا حلفاء تركيا

صرّح عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني فريد أسسرد أنهم يعتبرون أنفسهم حلفاء لتركيا، كما أبدوا استعدادهم للتوسط بين تركيا والأطراف التي تريد حلّ قضاياها معها. فيما أشار إلى وجود تناقضات بين شروط الاتفاق بين بغداد وهولير.


جاءت تصريحات فريد أسسرد خلال مقابلة خاصة مع وكالة ROJNEWS حول واقع العلاقات بينهم وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالإضافة إلى علاقاتهم ببغداد وتركيا.

إليكم نص المقابلة:

– في البداية سنبدأ من علاقتكم بالحزب الديمقراطي الكردستاني، وبشكل خاص منذ الذي جرى مع محمود سنغاوي والأحداث التي رافقتها بعد ذلك، هذه العلاقة في أي مستوى الآن؟

من دون أي شك، أدت عملية منع الأخ محمود سنغاوي من دخول هولير إلى تدهور الأوضاع، هناك نوع من البرود طرأ على علاقاتنا بالحزب الديمقراطي الكردستاني، والذي أثر بدوره على جميع علاقاتنا في بغداد وهولير والسليمانية وحتى كركوك.

– عقب هذه الحادثة أجرى أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً لإبداء موقف رسمي من ذلك، لكننا لم نرى صدور أي موقف بعد الاجتماع، لماذا لما تبدو موقفكم؟

لقد أبدينا موقفنا عبر رسالة رسمية، وقد عقدنا اجتماعاً أيضاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وأكدنا بأنه من حق أي مواطن أن يدخل إلى هولير عاصمة إقليم كردستان. هولير هي منزل للجميع، لذلك لم تتوفر أية حجة مقنعة لمنع الأخ محمود سنغاوي من دخولها. لقد طلبنا في الرسالة من الحزب الديمقراطية أن يوضحوا سبب ذلك، كما طالبنا بتشكيل لجنة خاصة مشتركة من أجل التحقيق في الموضوع. لم تصدر أية أخطاء من قبلنا، وتفرض القيم الدبلوماسية أن يعتذر الطرف الذي أخطأ من الطرف الذي أخطأ بحقه، وهذا ما تطرقنا إليه أيضاً في الرسالة.

– ماذا كان رد الحزب الديمقراطي على مطالبكم؟

لم يكن ردهم إيجابياً وهذا هو رأيي. وكان من المفروض أن يقوم رئيس الإقليم و رئيس الحكومة أيضاً بالتحقيق في الحادثة بأنفسهم، لأن هذه الحواجز الأمنية تتبع للحكومة. لكن هناك بعض التفاصيل الداخلية الخاصة بالحزب الديمقراطي حيث أننا نعرف بعضها، وبعضها لا نعرفه. وهذا يعرقل جهود لجنة التحقيق إذا ما أرادت كتابة تقرير حول الحادثة. ما دام رئيس الإقليم ورئيس الحكومة صامتان إزاء هذا الموضوع، فإننا نعتقد بأن هناك شيئاً لا يريدون الإفصاح عنه.

– هل تتهمون الحزب الديمقراطي أم الحكومة بالوقوف وراء هذه الحادثة، علماً أنكم أيضاً جزء من هذه الحكومة؟

هناك فوضى في هذا الموضوع، فهؤلاء الذين كانوا يقفون على ذلك الحاجز الأمني، جميعهم منتمون لصفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، وجميعهم موظفون لدى الحكومة في الوقت نفسه. هذا غير شائك، لأن ذلك الحاجز الأمني يعود بالأصل للحزب الديمقراطي الكردستاني. لكن بجميع الأحوال فنحن نطالب بالرد على أسئلتنا، سواء جاء الرد عن طريق الحزب الديمقراطي أم عن طريق الحكومة، وعليه أن يكون رداً واضحاً ومناسباً، ويتم فيه شرح أسباب منع الأخ محمود سنغاوي من الدخول إلى هولير.

– لماذا برأيكم وصلت الأمور إلى هذا المستوى، رغم وجود اتفاق بينكم، وتشاركون في حكومة واحدة؟

هناك 3 اتفاقيات تجمعنا بالحزب الديمقراطي الكردستاني. وكنا نأمل أن تستقر علاقتنا بالحزب الديمقراطي أكثر من ذلك. لأنه أثناء بداية تشكيل الحكومة، كان هناك نوع من البرد في علاقاتنا بسبب المشاكل العالقة بيننا. وبدون أي شك هذه الواقعة الأخيرة تركت أثراً سيئاً على العلاقات القائمة بيننا، ويتوجب إيجاد حلّ لذلك.

– أليست هذه العراقيل هي نتيجة ظهور إدارتين في الواقع السياسي والجغرافي لإقليم كردستان؟

لا توجد إدارتين بشكل رسمي، لكن في الحقيقة هناك أثر لذلك. وإذا ما نظرنا سنجد أن هناك حاجزين متقابلين أحدهما للحزب الديمقراطي الكردستاني والآخر للاتحاد الوطني الكردستاني. وهذا يعد عملاً خاطئاً، سيكون من الأفضل أن يتم إيجاد حاجز مشترك. لكن قد يكون ذلك له علاقة بالمراحل السابقة التي شهدت أزمات كثيرة. يتوجب علينا العمل على إزالة هذه الأمور السيئة، لأنه مع حصول أي أزمة في كل مرة تبرز هكذا حوادث.

– لندخل إلى مسألة محافظ كركوك، لقد جرى اتفاق بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي حول هذا الموضوع، لكننا لم نشهد أي تقدم، ما هو سبب ذلك؟

لا يوجد سبب واضح، لكن الموضوع متعلق في الغالب بالعلاقة التي تجمع الاتحاد الوطني بالحزب الديمقراطي. باستطاعة الحزب الديمقراطي أن يرسل ممثلين من أعضاء مجلس محافظة كركوك إلى المدينة، لكنهم يتحججون بأن المدينة تعرضت للاحتلال ولا يمكن لأعضاء المجلس أن يذهبوا إليها. لقد اقترحنا أن نقوم بعقد اجتماع مجلس محافظة كركوك في هولير أو بناحية قره حنجير، لكن كل من العرب والتركمان رفضوا الذهاب إلى هولير، فيما لم يبدو أي اعتراض على عقد الاجتماع في مكان آخر. لكن المشاكل تظهر في الغاب من قبل الطرف الكردي، وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكردستاني.

– لنبتعد قليلاً عن علاقتكم مع الحزب الديمقراطي، ونتوجه إلى علاقاتكم مع تركيا. ما هو مستوى العلاقة التي تجمعكم مع تركيا؟ لماذا لم يتم افتتاح ممثليتكم في أنقرة حتى الآن؟

لم يطرأ أي تغيير كبير على علاقتنا مع تركيا. صحيح لم يعد ممثلنا إلى أنقرة حتى الآن، لكننا لم نتباحث هذا الموضوع مع تركيا، ونطلب منهم أن يسمحوا بإعادة افتتاح ممثليتنا في أنقرة.

– هل هناك لقاءات أو اجتماعات تجمعكم مع تركيا؟

لم نجري أي اجتماعات خاصة حول هذا الموضع، لكن هناك تواصل بيننا. لكن إن أردنا إيلاء الاهتمام بهذا التواصل، فسنقوم بدون أي شكن بإعادة ممثلنا، وإعادتنا افتتاح ممثليتنا في أنقرة. وإذا ما اجتمعنا يوماً ما، فستكون هذه المطالب الموضوع الأبرز في اجتماعنا.

– لقد أجرى وفد رفيع المستوى من حزب الشعوب الديمقراطية ومؤتمر المجتمع الكردستاني زيارة لكم، ماذا سيكون ردكم العملي على مطالبهم؟

حاولنا في السابق المساهمة في تقدم مرحلة السلام، وبشكل خاص في فترتي المام جلال الطالباني ورئيس الوزراء التركي الراحل تورغوت أوزال، وفي كل مناسبة ومع توفر كل إمكانية قمنا بالتطرق إلى هذه الموضوع.

– كم هو مهم أن تكون القوى والأطراف في جنوبي كردستان قسماً لأجل تحقيق مرحلة السلام.؟

نحن والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي نرى أنفسنا حلفاء لتركيا، ولا نريد لها أن تواجه أية أزمات. سنفعل ما بوسعنا كي لا تظهر العوائق. إذا تقربت تركيا من الأمر فسنكون مستعدين لأن نلعب دورنا في التأثير على الطرف الذي تريد تركيا أن تحل المشاكل العالقة معها، لكن حتى الآن هذه الإرادة غير موجودة لدى تركيا.

– إلى العلاقة بين هولير وبغداد، لماذا لم تستطع هاتين السلطتين وضع حلول للقضايا العالقة بينهما حتى الآن.؟

الحكومة العراقية تقول إنها مصرة على الاتفاق مع هولير، بشرط أن يقوم إقليم كردستان بتسليم 250 ألف برميل من النفط يومياً إلى شركة “سومو” العراقية، ونحن في الاتحاد الوطني الكردستاني ندعم هذا المطلب العراقي. لأن حل قضية النفط سيخلق أساساً لحل باقي القضايا. على حكومة إقليم كردستان أن تكون ليّنة في التعامل وتقبل بالمطلب العراقي.

– أنتم أيضاً تشكلون قسماً من الحكومة، هل لكم أن تكشفوا أي طرف يقوم برفض هذا المطلب؟

منذ البداية ملف النفط هو لدى كل من آشتي هورامي ونيجرفان البرزاني، وهذا الملف الآن هو لدى رئيس الحكومة، والذي يطرح بدوره بعض الآراء التي قد تكون سبباً في تأخر الحوار. حيث أن حكومة الإقليم تملك بعض الشروط أيضاً بهذا الصدد، وأحدها هو أن تدفع بغداد جميع ديون إقليم كردستان، فيما إن بغداد تقول بأنه على الإقليم أن تدفع ديونها بنفسها. لكننا نشعر أن هناك شخصيات ضمن الحزب الديمقراطي موافقون على مطلب بغداد.

– ماذا ستفعلون كي تتفق بغداد وهولير؟

لقد فتحنا قنوات دبلوماسية قوية عن طريق رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، مع بغداد. وتوجهنا من بغداد إلى هولير وأجرينا لقاء مع رؤساء الإقليم الثلاثة، وجرت محاولات لرسم الاتفاق بين حكومة الإقليم وبغداد. لقد طرحنا أيضاً تخوفنا من ميزانية 2020، حيث أن عدم الاتفاق قد يدفع بغداد إلى عدم إرسال الميزانية الخاصة بالإقليم، مما يعني انقطاع الرواتب، وبالتالي أزمة اقتصادية أخرى.