خبير في الشؤون التركية يحذر إقليم كردستان من الخطر التركي

حذّر الكاتب والخبير في الشؤون التركية أردلان عبدالله الأحزاب الكردستانية في إقليم كردستان من الخطورة التي تشكلها الدولة التركية عليهم، فيما لفت إلى أن القوة الموجودة في روج آفا (شمال سوريا) استطاعت أن تفشل المخططات التركية في المنطقة، وأحد أبرز هذه المخططات كان تنظيم داعش الإرهابي.


جاءت تصريحات الكاتب والخبير في الشؤون التركية أردلان عبدالله خلال مقابلة أجرتها وكالة Rojnews معه، للحديث حول السياسات الخارجية للدولة التركية، والتهديدات التي تطلقها بشن هجمات على الكرد والدول المجاورة.

ما هو رأيكم بالسياسة الخارجية للدولة التركية؟

إذا ما عدنا بالنظر إلى التاريخ، فإننا سنجد أن تركيا وصلت إلى هنا من آسيا الوسطى عبر الحروب التي شنتها، واحتلالها للبلدان الأخرى. حتى الدولة العثمانية، كانت دولة قائمة على أسس الحروب، لكن البلدان الأوروبية تمكنت في النهاية من وضع حد للدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، لكن تركيا ظلت تهاجم بشكل دائم الدول المجاورة الضعيفة بالنسبة لها، مثل احتلالها لجزء من قبرص سنة 1970.

كما أن تركيا حاولت أن تهاجم العراق وتحتل أراضيها، إبان فترة ثورة 1958، وحاولت أيضاً أن تحتل أجزاء من سوريا، حتى تمكنت من ضمّ ولاية إسكندرون بالكامل إليها. ولقد استمرت تركيا بالسير وفق هذه السياسة حتى انهيار الاتحاد السوفيتي.

هل تغيرت السياسة التركية بعد ذلك؟

مع قدوم أردوغان إلى سدة الحكم حصل بعض التغيير، لكن جوهر السياسة التركية بقي كما هو عليه. تحسب تركيا أنها تسير وفق  سياسية الصفر مشاكل مع الجيران، لكن العكس يحصل على أرض الواقع، حيث أنها تعادي جميع البلدان. ظنت بعض البلدان أن تركيا تغيرت، وكمثال على ذلك، التقارب الذي حصل بين تركيا وسوريا، فقد استمر التقارب حتى انطلاق الربيع العربي، حيث بدأت تركيا بإظهار وجهها الحقيقي الساعي للاحتلال، وتقسيم البلدان العربية من اليمن حتى سوريا والعراق وغيرها.

كيف تنظرون إلى سياسة الاحتلال التركية تجاه الكرد؟

لم يسر أردوغان وفق سياسية مغايرة أو جديدة تختلف عن سياسات الحكومات التركية السابقة تجاه الكرد، هناك اتحاد في آراء جميع الحكومات التركية تجاه الكرد، لكن تختلف الأساليب فيما بين بعضها البعض. لكن الكرد أصبحوا يعرفون جيداً أن أردوغان يعمل ضد إرادة ومطالب الشعب الكردي.

يسعى أردوغان بشتى الوسائل والإمكانات إلى القضاء على تجربة روج آفا، ولا يمر يوم واحد في جنوبي كردستان (إقليم كردستان) دون تتعرض للقصف التركي بذريعة انتشار مقاتلي حزب العمال الكردستاني، هناك حقيقة قائمة وهي أنه لم تكن تركيا حليفةً للكرد في السابق، ولن تكون كذلك في المستقبل، وعلى شعبنا الكردي أن يكون حذراً بهذا الصدد.

ما هي السياسة المطلوب أن يسير الكرد وفقها تجاه سياسة الحرب التركية؟

برأيي الشخصي، من الضروري جداً أن تفهم الأحزاب الكردستانية في جنوبي كردستان أن تركيا تشكل خطراً كبيراً على الشعب الكردي، وقد ظهر ذلك جليّاً من خلال الاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان، حيث أبدت تركيا اعتراضاً أكبر من العراق على هذا الاستفتاء.

ما هو الضير في استمرار العلاقات التجارية وبقاء الطريق مفتوحاً أمام الجنود الأتراك للدخول إلى جنوبي كردستان؟

هذه هي إحدى أكبر المشاكل، جعلت تركيا وجودها المباشر والغير مباشر في إقليم كردستان أمراً واقعاً، عبر التجارة من جهة، والانتشار العسكري من جهة أخرى. وينبغي على أبناء الإقليم الانتفاض ضد الوجود التركي في حال لم تتحرك الأحزاب السياسية، لأن الدولة التركية تشكل خطراً على جميع الكرد. انظروا إلى البلدان العربية كيف أن حكوماتها متفقة مع إسرائيل، لكن شعوبها غير متفقة، حيث أن السياحة في إسرائيل أو شراء أي شيء منها أمر ممنوع لدى هذه الشعوب، علينا نحن أيضاً أن نكون حذرين من هذه الناحية.

هل ترون ضرورة في جمع الرأي العام ضد تركيا؟

بلا شك، لأن تركيا تشكل خطراً على الوجود التركي، وهم أيضاً يرون في الكرد خطراً عليهم، وأردوغان يعترف بأنه لن يسمح بأي وجود للكرد، لذلك على الكرد أن يكونوا واعيين.

تقول تركيا بشكل واضح أن كركوك مدينة تركية، ما هي المخططات التي ترسمها تركيا في كركوك؟

إن وضع كركوك الآن في خطر، فعدا عن الخطر التركي، هناك خطر الحشد الشعبي والشوفينيين العرب، لذلك على الكرد أن يتركوا جميع خلافاتهم الداخلية في كركوك، لأن دولة مثل تركيا تسعى بشكل واضح للفوز بمدينة كركوك. وأرى من الضروري أن يقف الكرد ضد سياسات التركية في كركوك، مثلما وقفوا في وجه سياسات التعريب.

إلى أي نتيجة ستصل السياسية التركية في روج آفا؟

هناك قوة حماية قوية في روج آفا، ويجب ألا ننظر بعين صغيرة إلى هذه القوة، لأنها لعبت دوراً كبيراً في نسف المخططات التركية، والتي كان تنظيم داعش الإرهابي إحدى هذه المخططات. وإذا ما نظرنا إلى الأطراف الدولية، فإن أي قرار حول مستقبل روج آفا يتم اتخاذه من قبل أمريكا والدول الغربية، ولا ترى أمريكا ولا الدول الغربية تناسباً في السياسية التركية مع مصالحها في روج آفا. ولا أعتقد أيضاً سماح روسيا وإيران لتركيا باحتلال روج آفا.

أظهر الكرد توازن القوى المناهضة لأردوغان خلال انتخابات البلديات، ألا يعني هذا أن أي قوى تعادي الكرد لن تنتصر؟

ما جرى كان سياسة حكيمة، وفي الحقيقة هناك الكثير من العمل الذي يقوم به الكرد في تركيا، وأنا آمل أن يستمر الكرد في سياستهم هذه