مستشار رئيس مجلس النواب ينفي مطالبة الاحتجاجات بـ “تعديل الدستور”

قال مستشار رئيس مجلس النواب العراقي أمين بكر إن “الاحتجاجات لم تطالب بتعديل الدستور”، كاشفاً عن وجود بعض الأطراف السياسية وراء إدخال هذا المطلب إلى الشارع. كما حذّر أمين بكر من خطورة تعديل الدستور حالياً، في وقت تعاني منه الأطراف السياسية الكردية من التشتت والانقسام.


جاءت تصريحات مستشار رئيس مجلس النواب العراقي أمين بكر خلال حوار مع وكالة Rojnews تحدث فيه عن الاحتجاجات العراقية، والتغييرات التي قد تطرأ على خلفية هذه الاحتجاجات، بالإضافة إلى مسألة تعديل الدستور.

ما رأيك بالاحتجاجات العراقية؟ وما هي أسبابها؟

الاحتجاجات متعلقة بالوضع السيء للعراق، من جهة الفساد والبطالة وعدة أمور أخرى. كما يوجد سبب آخر لقيام هذه الاحتجاجات، هو الزيادة الملحوظة في التعديد السكاني للعراق، حيث زاد عدد السكان بمقدار 10 مليون نسمة منذ 2005 وحتى الآن، حيث أثر هذا الأمر عل مسألة عدم توافر فرص العمل الكافية. كما أن الحكومة لم تستطع أن تخلق فرص عمل كافية. فضلاً عن كل ذلك، الفساد توسع كثيراً وبشكل خاص بين الأحزاب السياسية، حيث تروج بعض هذه الأحزاب لنفسها على أنها أحزاب مقدسة، وهي أحزاب تسيطر على المؤسسات الحكومية.”

جيد، هل هؤلاء المحتجون هم موالون لتلك الأحزاب؟

لقد أظهرت لنا الانتخابات الأخيرة، أن تلك الأحزاب لا تملك كثيراً من الموالين. إن أغلب الناس غير راضين عن الوضع، وقد خرجوا في تظاهرات بأكثر من مناسبة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستمرون فيها حتى الآن. اعتقد أن هناك أيدي خارجية وأسباب داخلية لاستمرارية هذه الاحتجاجات.

ما هي تلك الأيدي الخارجية التي تريد قلب الوضع العراقي؟ هناك حديث عن وجود محاولات إيرانية وأمريكية في هذا الإطار؟

لا يوجد دور إيراني في هذه الاحتجاجات، وعلى العكس المصالح الإيرانية تتوافق مع وجود عراق مستقر وهو ما يطالبون به. وكمثال أذكره، إيران تسعى لأن يكون النظام العراقي نظاماً جمهورياً مماثلاً للنظام الإيراني، حيث تكون المرجعيات الدينية فيها مسيطرة.

إذاً، من الذي يحرك الناس في الميادين؟

أغلب الأسباب هي أن الناس بأنفسهم خرجوا ضد الفساد، إلا أن الإعلام والتنظيمات الاجتماعية لها تأثير في تأجيج هذه الاحتجاجات.

قصدت الأيادي الخارجية..

الذين يناهضون إيران، أو الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات، وبشكل خاص أيضاً إسرائيل. لكن علينا ألا ننسى أن الأسباب الداخلية هي التي تقف وراء الاحتجاجات بشكل رئيسي.

هناك بعض القوى السياسية المشاركة في الفساد أعلنوا دعمهم للاحتجاجات، وكمثال حركة الصدر ومتزعمها مقتدى الصدر يشاركون بأنفسهم في التظاهرات برفقة المحتجين، ألا يرى المحتجون ذلك؟

يرى المحتجون ذلك، ويطالبون بخروج الصدر من موجة الاحتجاجات، لكن ذلك لا يعني أن وجود الصدر في الاحتجاجات غير مهم، بعض الأطراف الآن، وبشكل خاص الأطراف الشيعية يهتمون كثيراً بأمر انضمام الصدر إلى الاحتجاجات، ويعملون على خلق جبهة مضادة.

يطالبون المتظاهرون باستقالة عادل عبدالمهدي، هل مشكلة العراق هي فعلاً في عادل عبدالمهدي؟

كشخص لا، عادل عبدالمهدي هو أطهر من أغلب السياسيين، لكن النظام السياسي فاسد. لا يستطيع عادل عبدالمهدي تغيير وتعيين الوزراء والإداريين والموظفين الحكوميين الآخرين بإرادته. لذلك لا يمكن أن يجري الإصلاح عبر استقالة عادل عبدالمهدي فقط.

هل يمكن بناء حكومة أقوى في حال جرى إسقاط الحكومة العراقية الحالية؟

يتخوف الشيعة الآن من انهيار هذه الحكومة، والذي سيؤدي إلى انهيار النظام. كما يتخوفون من خروج السلطة من يد الشيعة، وبالأحرى يتخوفون من وقوع السلطة في يد القوى العسكرية، وتتحول العراق إلى سوريا ثانية. من الأفضل أن يطالب المحتجون بالإصلاحات وحلّ الحشد الشعبي، المطالبة بإسقاط الحكومة والنظام السياسي سيودي بالبلاد إلى حرب أهلية.

إحدى المطالب هي تغيير النظام السياسي والدستور، هل سيشكل ذلك خطراً على إقليم كردستان؟

مطلب تغيير الدستور، ليس مطلبنا شعبياً، إنما هو مطلب بعض القوى والأطراف السياسية الذين يحاولون وضعها في خانة مطالب المحتجين. يسعى السنة إلى إضافة بعض المواد إلى الدستور من أجل مصالحهم، أو يسعون إلى إيجاد كيان خاص تضم عدة محافظات بأي شكل من الأشكال، كما يسعون إلى إزالة القانون المتعلق بالبعث. لكن الشيعة يسعون إلى تحويل النظام السياسي من البرلماني إلى الجمهوري. مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنه يريدون زيادة دور المرجعيات في البلاد.

ما هو ضرر ذلك على إقليم كردستان؟

في الحقيقة إن دور إقليم كردستان أصبح ضعيفاً، الأحزاب السياسية الكردية لا تملك سياسةً موحدة تسنح لهم الدفاع عن حقوقهم، بسبب الأفكار التحزبية والفساد الذي يلاحقهم. لذلك، قد يدفعهم ذلك للعودة إلى الخلف. المشكلة الكبيرة هي في ضعفنا، وليس في تغيير الدستور.

حسب خبرتكم، هل ستأتي هذه الاحتجاجات بأية نتائج، وكيف سيكون مستقبل العراق؟

الأطراف السياسية الشيعية تسعى إلى توحيد مواقفها في الإبقاء على النظام الحالي، وقاموا بإرضاء الصدر حتى مستوى معين في هذا المسار. كما أنه هناك بعض السنة الذين يريدون بقاء هذا النظام. يريدون إرضاء المحتجين بتحقيق عدة أشياء لا يطالب بها المحتجون بتاتاً. فالمحتجون لم يطالبوا بتعديل الدستور، لكن هناك احتمال أن يطالبوا بسيطرة العسكر على الحكم، أو المطالبة بانتخابات مبكرة. إذا ما استطاعوا إخراج الصدر من الاحتجاجات، سيتمكنون من استخدام قوة أكبر ضد المحتجين. وقد يجري محاصرة بعض المناطق الضيقة لإرضاخ المحتجين.

أعلن رئيس الجمهورية الاسبوع الفائت أن رئيس الحكومة مستعد للاستقالة..

بعض الأطراف اتفقت على أن يستقيل عادل عبدالمهدي، لكن تدخل بعض الأطراف الأخرى وحتى بعض الأطراف الدولية حال دون ذلك.

بالأحرى، ألن يستقيل؟

لا يوجد هكذا قرار في برنامجه الحالي.