نساء يواجهن التمييز بين الجنسين حتى في القطاع الصحي

مركز الأخبار

أوضحت أخصائية الأمراض الجلدية، كاشين كمال، بمناسبة اليوم العالمي للأطباء في 30 آذار/ مارس، أن الحل المتمثل في التقليل من قوة المرأة وعدم حماية حقوقها، في القضاء على الفروق بين الجنسين وحل مشاكل التمييز الجنسي، قائلة: “للمرأة دور مهم للغاية في الرعاية الصحية ولكن بسبب تأثير العقلية الأبوية المتزايدة في المجتمع، سواء في مجال الرعاية الصحية أو في مجالات أخرى، فلا يظهر دور كبير للمرأة”.

واليوم يصادف اليوم العالمي للأطباء وفي هذا القطاع تتكون 70٪ من القوى العاملة في العالم من النساء إلا أن النساء حصلن على 42 بالمئة فقط من المناصب الإدارية ويواجهن التمييز بين الجنسين كما هو الحال في جميع المجالات الأخرى.

يُعرف يوم 30 آذار/ مارس باليوم العالمي للأطباء وقد تم الاحتفال به لأول مرة في عام 1933 في جورجيا حيث كان الغرض من هذا اليوم هو تكريم الناس العاملين في هذا القطاع وتعب الأطباء الذين يساعدون في إنقاذ المرضى.

وفي قطاع الرعاية الصحية ومثل جميع القطاعات الأخرى التي تدخلها المرأة، تواجه فيها العقبات والتمييز بين الجنسين، وعندما يتم منحها فرصًا لتلقي مسؤوليات عالية المستوى فإن هذه الفرص تكون في أدنى حد وذلك بسبب العقلية الأبوية وضعف الإيمان إلى حد ما بقوة الطبيبات.

وبنفس الطريقة تواجه الطبيبات في إقليم كردستان العديد من المشاكل والتمييز بين الجنسين من حيث الفرص والحصول على مناصب عليا، إلا أنه وبسبب عدم وجود حسابات رسمية، لا يمكن تحديد النسبة الحقيقية في إقليم كردستان.

وتحدثت طبيبة الأمراض الجلدية، كاشين كمال، لـrojnews عن اليوم العالمي للأطباء وتأثير ودور المرأة في الرعاية الصحية.

“فرص أقل”

وأشارت أخصائية الأمراض الجلدية، كاشين كمال، إلى أن للمرأة دور مهم للغاية في الرعاية الصحية، ولكن نظرًا لتزايد تأثير العقلية الأبوية في المجتمع فإن دور المرأة لا يظهر سواء في الرعاية الصحية أو في مجالات أخرى. وقالت: ” في قطاع الصحة وكما هو الحال في القطاعات الأخرى، تقل الفرص الممنوحة للمرأة لتولي مسؤوليات عن الفرص الممنوحة للرجال”.

وأضافت “لكن بدأ التمييز بين الجنسين يقل ببطء في جميع المجالات ونجد الآن أنه تم إعطاء أدوار مهمة للمرأة في الحكومة، ويتجه الدور الطبي للمرأة من حيث المسؤوليات المؤثرة نحو مستوى جيد”.

“أقل ثقة بقوة الطبيبات”

وأشارت دكتورة كاشين كمال شاه محمد على الفرص المتاحة للنساء لدراسات الدكتوراه والماجستير وقالت: “إن الانخفاض في عدد النساء في قطاع التعليم العالي يتسبب في عمل المرأة في وظائف صعبة والعمل خارج المنزل والعمل ضمن المنزل والتعامل مع الأطفال والزوج والأولاد وأفراد الأسرة الآخرين، وإيلاء المزيد من الاهتمام بتفاصيل الحياة وتحمل المزيد من المسؤولية”.

وأردفت: “قبل الآن، كانت هناك بعض العقبات أمامنا نحن الطبيبات، أحياناً في بعض التخصصات مثل الكسور وطب الأسنان حيث كان المرضى لا يؤمنون بقوة المرأة ولا يريدون زيارتها للعلاج، لكن الآن زادت معلومات الناس عن الصحة، وفهموا أنه لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. وفي بعض الأحيان تحسنت قوة المرأة ومهاراتها في بعض المجالات”.

“ردود أفعال أقارب المريض أعنف مع النساء”

وأوضحت الدكتورة كاشين أنه عند ظهور مشكلة لمريض بسبب خطأ طبي أو بدون تدخل حتى، تتغير ردود أفعال أقارب المريض حسب جنس الأطباء، فإذا كانت طبيبة يزداد العنف تجاهها أكثر، وتابعت: “في حال حدوث خطأ طبي، إذا كان الطبيب الذي يعالج المريض امرأة، فإنها تواجه ردود أفعال أكثر حدة فيما لوكان الطبيب رجلاً، ويعود السبب إلى أن مجتمعنا يرى النساء على أنهن ضعيفات، ومن حيث وجهة نظرهم يرون أن المرأة لا يمكنها أخذ حقوقها وحماية نفسها”.

“حل قضية التمييز بين الجنسين أولاً”

وترى دكتورة كاشين حل الاستخفاف بقوة المرأة وقلة حماية حقوقها في القضاء على الفروق بين الجنسين وحل مشاكل التمييز الجنسي، وتابعت: “يجب حل التمييز الجنسي ليس فقط في القطاع الصحي ولكن في جميع القطاعات الأخرى، والبداية تكون من الأسرة، عندما يولد الأطفال، يجب تعليمهم كيفية احترام الجنس الآخر وتعليمهم المساواة بين الذكر والأنثى، وتقع مسؤولية كبيرة على عاتق الوالدين، فإذا لم يفرقوا بين أطفالهم من حيث الواجبات والحقوق”.

وأشارت إلى أن “الاختلاف بين الجنسين سيختفي، وعندما يكبر الطفل ويذهب إلى المدرسة ويدخل المجتمع، يجب أن يتعلم هناك أنه لا يوجد فرق بين الفتيان والفتيات، وإذا تم إخبار الفتيات أن بعض الأشياء ليست لك، فيجب إخبار الأولاد بأشياء مثلها وتعليمه أن لا يفعل هو أيضاً ما هو محظور على الفتيات، وينبغي أن يوضح للفتيان سبب ذلك”.

“إذا شعرت المرأة أن شخصًا ما دائمًا فوق رأسها، فلن تنجح في الحياة”

أكدت طبيبة الأمراض الجلدية كاشين كمال أنه إذا نشأت المرأة في أسرة ومجتمع تشعر فيه أن هناك شخصًا ما دائمًا فوق رأسها ويراقبها، فلن تنجح أبدًا وسيؤدي ذلك إلى اعتمادها على شخص آخر ولكن إذا كان العكس فإن كلاً من الرجال والنساء سيتمتعون بالثقة بالنفس ويقومون بعملهم ويكملون بعضهم البعض.

واستمرت دكتورة كاشين في حديثها بقولها: “النساء بشكل عام، وبالأخص الطبيبات لأننا الآن نتحدث عن الطبيبات، يجب أن يكنّ قويات للغاية ويتغلبن على أي عقبة تواجههن. حتى الآن لم تكتمل الإحصائيات لمعرفة ما هو عدد الطبيبات مقارنة بالأطباء من الرجال ولكن في القطاع الصحي، سواء كان الطبيب امرأة أو رجلاً”.

وأوضحت أن “بحسب قوته ومهاراته وإلى أي مدى يمكنه التعامل مع حالته الصحية يتم تقييم العمل وكونك طبيبًا جيدًا لا علاقة له بالقوة الجسدية أو النوع الجنسي، فقد نصادف أحيانًا طبيبات هن أكثر نجاحًا من غيرهن من الأطباء الرجال في تخصصات معينة بسبب اهتمامهن وخصوصية المرأة التي يمكنها القيام بأكثر من وظيفة في نفس الوقت”.

وفي ختام حديثها هنأت الدكتورة كاشين كمال جميع الأطباء باليوم العالمي للأطباء وتمنت أن يزيدوا من وحدتهم بينهم وبين الطبيبات وأن يكونوا ناجحين دائمًا.