هل سيحل إقليم كردستان محل روسيا في تصدير الغاز إلى أوروبا؟

مركز الأخبار

بعد بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بدأت أمريكا وأوروبا بفرض عقوبات على روسيا، وكان من بين العقوبات تعليق استلام الغاز والنفط الروسي من قبل الدول الأوروبية، ثم بدأت أمريكا وأوروبا بالبحث ومحاولة الحصول على الغاز والنفط من دول أخرى غير روسيا.

ولكن أي دولة يمكن أن تحل محل روسيا بالنسبة لأوروبا فيما يخص استيراد الغاز والنفط؟

مع إيقاف استيراد النفط والغاز الروسي عن الدول الأوروبية، تكبدت روسيا خسارة مالية كبيرة، وتفيد المعلومات أن روسيا تخسر بشكل يومي 600 مليون يورو من الغاز و350 مليون يورو من النفط.

وقد اعتادت الدول الأوروبية على الحصول على إمداداتها من النفط والغاز من روسيا، التي تنتج 10 ملايين برميل من النفط و16 في المئة من الغاز العالمي يوميا.

وقبل توقف الغاز والنفط الروسي، كانت الدول الأوروبية تتلقى 25 في المئة من نفطها و40 في المئة من غازها من روسيا، وحصلت ألمانيا فقط على 55.2 في المئة من غازها من روسيا في عام 2020.

بعد بدء العقوبات على روسيا وإيقاف استيراد الغاز والنفط الروسي، بدأت الدول الأوروبية على الفور بمحاولة إيجاد بديل لروسيا. بعد ذلك، بدأت أمريكا وأوروبا في محاولة تحديد بديل لروسيا في أسرع وقت ممكن.

قطر والجزائر وليبيا ونيجيريا من بين الدول التي تريد أن تحل محل روسيا، لكن استيراد الغاز من هذه البلدان أمر صعب ولا يمكنها تلبية جميع احتياجات أوروبا.

ودخلت السعودية والإمارات والعراق، كثلاث دول أخرى تمتلك النفط والغاز، في قائمة الدول التي ستحل محل روسيا، وتعد المملكة العربية السعودية من أقوى الدول المنتجة للنفط والغاز، كما أنها شريك استراتيجي لأمريكا، لهذا السبب يُنظر إلى السعودية على أنها بديل جيد للنفط والغاز الروسي، لكنها قد لا تكون كافية، لذا طلبوا من الامارات والعراق إرسال النفط والغاز إلى أوروبا بالإضافة إلى السعودية.

العراق وهو عضو في اتفاقية أوبك، التي تضم 23 دولة منتجة للنفط، قد لا يرغب في معارضة روسيا بهذه الطريقة؛ لأن وضعه الداخلي غير مستقر وقد لا يصمد أمام التدخل الروسي الداخلي.

حاليا، يمكن للعراق في أفضل حالاته أن يصدر 200 إلى 300 ألف برميل من النفط يوميا إلى السوق العالمية، ولكن عندما كانت روسيا ترسل النفط إلى أوروبا، فإنها كانت تحتاج إلى إنتاج 3 إلى 4 ملايين برميل من النفط يومياً.

في حين أن إيران أيضا من الدول التي يمكن أن تحل محل روسيا، لكن بما أن هناك علاقة تاريخية طويلة الأمد بينها وبين روسيا، فقد لا ترغب إيران في جعل نفسها عدوا لروسيا والإفراط بعلاقاتها معها لكن المصلحة قبل كل شيء، لذلك فهي حاجة للتفاوض مع أوروبا من أجل مستقبلها.

من ناحية أخرى، دخل اسم إقليم كردستان أيضا في قائمة بدلاء روسيا ودخل في أجندة المفاوضات بين أمريكا وأوروبا وكذلك مؤتمر دافوس، ويعد الإقليم من اغنى الاماكن خاصة من حيث امدادات الغاز، لكنه واجه العديد من المشاكل.

وعلى الرغم من إن المعلومات تفيد أن إقليم كردستان سيحل محل روسيا من حيث تصدير الغاز، فقد تكون هناك عقبة كبيرة تسبب فيها مسؤولو إقليم كردستان بأنفسهم. كما أنه اتفاق مع شركة روزنفت الروسية التي تمتلك 40 بالمئة من نفط إقليم كردستان. لهذا السبب، ليس من السهل على الإقليم تخطي هذه الشركة.

كما أن أحد الأسباب الأخرى التي تجعل أوروبا تراقب النفط والغاز في إقليم كردستان هو موافقة تركيا، لأنها تنتج النفط والغاز في إقليم كردستان من خلال شركة جنرال إنرجي، ويمكن القول إن تركيا تدير نفط وغاز الإقليم بالكامل، وقد سلم إقليم كردستان نفطه وغازه إلى تركيا بسعر رخيص للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يصل نفط وغاز إقليم كوردستان إلى جميع أنحاء أوروبا عبر تركيا.

وربما تستطيع أوروبا حل المشكلة مع تركيا من أجل الحصول على نفط وغاز الاقليم.

لكن المشاكل بين العراق وتركيا قد تصل إلى أعلى مستوى بشأن قضية النفط والغاز في إقليم كردستان، لأنه من ناحية، يعرّف العراق بيع النفط والغاز في الاقليم بأنه غير قانوني من خلال المحكمة الفيدرالية، من ناحية أخرى، قدم العراق شكوى ضد تركيا في محكمة باريس. لذلك، إذا أصدرت محكمة باريس حكماً عادلاً، فسيكون في مصلحة العراق ويضر بتركيا وإقليم كردستان.