خيارات محدودة.. ما الذي سينتج عن عودة الصدر؟

بغداد/ وسام الزهروني   

يوما بعد يوم ، تتجه المعطيات إلى أن عودة التيار الصدري للعملية السياسية باتت قريبة، وأن ما يصدر عن زعيم التيار مقتدى الصدر مؤخرا، هو تجهيز لقاعدته الشعبية للعودة إلى المشهد، وخاصة قراره يوم أمس بإلغاء المواكب الخاصة بالصدر واندماج قاعدته مع المواطنين دون تمييز.

الإطار التنسيقي من جانبه، أبدى ترحيبه بعودة الصدر في أي وقت، كما أنه لم يستبعد دخوله بتحالف معه، لكن مراقب يرى أن عودة الصدر ستعيد الحديث عن تشكيل حكومة الأغلبية، وهو أمر لم يلغيه الصدر وما زال يطمح إلى تحقيقه، وإن فشل سيعود للاعتزال مجدداً.

ويقول النائب عن الإطار التنسيقي مختار الموسوي، في تصريح لـ (روج نيوز)، إن “قوى الإطار ليس لديها أي تواصل او اتصال رسمي ومباشر مع التيار الصدري من أجل إقناعه للعودة للمشهد السياسي، لكن تحركات الصدر الأخيرة تؤكد أن هناك عودة قريبة”.

ويضيف الموسوي:”الإطار التنسيقي يرحب جداً بعودة الصدر وتياره للعمل السياسي، وقد عمل على منع هذا الاعتزال لكن الصدر كان مصّرا على موقفه ونحن نحترمه ونقدره، ومن المؤكد أن عودة الصدر للمشهد السياسي ستعيد التوازن السياسي والشعبي بشكله الطبيعي، لما يملكه الصدريين من ثقل”.

ويتابع أن “تحالف الإطار التنسيقي مع التيار الصدري خلال المرحلة المقبلة أمر غير مستبعد، وهذا الأمر سابق لآوانه وهو يعتمد على نتائج انتخابات مجلس النواب المقبلة، وطبيعة الحوارات والمفاوضات، ولا يوجد شيء ثابت بالعمل السياسي إطلاقا، بل كل المواقف تتغير”.

ومنذ أسابيع، كثف الصدر من تغريداته الدينية، التي لم تخلو من الجانب السياسي “المبطن”، وهي موجهة إلى أنصاره، وقد وصِفت هذه التغريدات بأنها تمهيد لأنصاره بإنهاء المقاطعة.

وكان المالكي، قال مؤخرا،”أنه مستعد للتفاهم مع الصدر بشأن الانتخابات النيابية المقبلة، وأكد أنه على يقين بإن الصدر سيشارك في الانتخابات النيابية، وذلك بحسب ما كشفت مصادر عن لقاء جمعه مع وسطاء”.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وجه أنصاره لمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه تقليل من شرعيتها خارجياً وداخلياً، حيث أكد أن “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا.. ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”.

المحلل السياسي محمد علي الحكيم
المحلل السياسي محمد علي الحكيم

من جهته، يبين الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، في تصريح لـ( روج نيوز)، أن “عودة الصدر وتياره إلى العمل السياسي شيء حتمي والكل يعلم ذلك، والعودة ستكون من باب انتخابات مجلس النواب المقبلة، وتحركات الصدر الأخيرة نحو القواعد الشعبية جزء من هذا التحضير”.

ويلفت الحكيم، إلى أن “عودة الصدر لا تعني أنه سيكون شريك من جديد للإطار التنسيقي، بل على العكس هذه العودة ستعيد طرح مشروع حكومة الأغلبية، وهذا ما تؤكده كل المعلومات والمعطيات، وإخفاق الصدر بهذا المشروع مجدداً، ربما سيدفعه للعزلة السياسية من جديد”.

ويستطرد أن “الصدر أثبت طيلة الفترة الماضية إنه جاد بقضية تشكيل حكومة الأغلبية أو عدم المشاركة في حكومة المحاصصة والتوافق، لكن ربما الصدر هذه المرة سيكون قادر على جمع الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة الأغلبية، خاصة وأن هناك تراجع كبيراً في شعبية غالبية قوى الإطار عكس ما كسبه الصدر من زياده في قواعده الشعبية بعد اعتزاله وترك الحكم للإطار”.

يذكر أن الصدر، أمر بانسحاب الكتلة الصدرية التابعة له والابتعاد عن العملية السياسية في حزيران عام 2022، ثم أعلن عدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة، وذلك خلال أزمة الانسداد السياسي التي استمرت قرابة عام.

ويعود الخلاف بين الصدر والمالكي إلى 2007 عندما انسحب وزراء التيار الصدري احتجاجاً على رفض المالكي تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، الأمر الذي قلل المالكي من تأثيره.