الصحافة الكردية تدخل عامها الـ 126

مركز الأخبار

يمر اليوم، 126 عاماً على إصدار أول صحيفة كردية، لكن وللأسف تعيش حرية الصحافة والتعبير بإقليم كردستان في يومنا الراهن تراجعاً مستمراً، واستحوذت المواد الحزبية على الجوانب الاجتماعية والثقافية في وسائل الإعلام.

يصادف اليوم 22 نيسان الذكرى السنوية الـ 126 على تأسيس وإصدار صحيفة كردستان، والتي تشكل منطلقاً للإعلام الكردي وكانت تعمل كمؤسسة إعلامية ووطنية. ولكن، وللأسف، تعيش حرية الإعلام والصحافة في إقليم كردستان خلال يومنا الراهن تراجعاً مستمراً بسبب السيطرة الحزبية على المؤسسات الإعلامية.

صدرت الطبعة الأولى من صحيفة كردستان يوم 22 نيسان سنة 1898 ميلادية، من قبل مقداد مدحت بدرخان في العاصمة المصرية القاهرة، ويتم الاحتفال بيوم الصحافة الكردستانية في يوم 22 نيسان من كل عام.

للتعرض على أهمية الصحة والإعلام الكردي في جنوبي كردستان، سنقوم بقراءة تاريخية سريعة، والنظر إلى مراحل تطور الصحافة الكردية.

بدون أي شك، لم يكن صدور صحيفة كردستان مجرد إصدار صحيفة، بل بهذه الصحيفة أصبحت كردستان ولأول مرة تملك إعلاماً وطنياً خاصاً بها، وقد صدرت هذه الصحيفة في الفترة الممتدة ما بين 1898 حتى سنة 1902 ميلادية، وصدرت لها 31 عدداً.

تحولت صحيفة كردستان إلى ميراث للإعلام الكردي، ولعبت دوراً وطنياً كبيراً، ومع اندلاع الحرب العالمة الأولى، وتقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، دخل الإعلام الكردي مرحلة جديدة، وأصبح من يشتغلون في الصحافة هي الأحزاب والجماعات وحتى في بعض الأحيان شخصيات مستقلة، ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى 3 فترات، وهي كالآتي:

الفترة الأولى: منذ فترة ثورة الشيخ محمود الحفيد حتى سنة 1945 صدرت خلالها صحف كردية كثيرة مثل “بانكي كردي” والتي تعني النداء الكردي، وصحيفة “التنمية”، ونداء كردستان، ويوم كردستان، ونداء الحق، والحياة الجديد، وهدية كردستان، وهدية الشباب، وروناك، والمعرفة، وكلاويج، والحياة، وغيرها الكثير.

الفترة الثانية: وهي تبدأ مع فترة تأسيس الأحزاب الكردية، حيث بدأ إصدار الصحف الكردي بهدف الترويج لأيدولوجية الأحزاب ونشرها، فبدأ إصدار صحيفة “رزكاري” والتي تعني التحرير باللغة العربية سنة 1946 كأداة إعلامية للترويج والدعاية لصالح حزب الاتحاد الكردستاني، وصدر بعدها صحيفة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني.

الفترة الثالثة: أتاح تحول نظام الحكم في العراق من الملكي إلى الجمهورية يوم 14 تموز سنة 1958 فرصةً كبيرة لتطور الصحافة الكردية، وبدأت الصحف العائدة للأحزاب بالطباعة والنشر بشكل أسهل. وصدر بعدها العديد من الصحف والمجلات الجديدة، أبرزها كانت صحيفتي “خبات” والتي تعني العمل، و”آزادي” والتي تعني الحرية.

وفي شمالي كردستان، دخلت الصحافة الكردية مرحلة جديدة من الإعلام الحر مع تأسيس حزب العمال الكردستاني سنة 1978، وكان بمقدور هذه الصحافة أن تؤدي دوراً وطنياً، وتعرض جميع الألوان والأطياف والأصوات المختلفة.

صدر العدد الأول من صحيفة “سرخبون” والتي تعني الاستقلال، خلال تشرين الأول من سنة 1978 في شمالي كردستان، ورغم ممارسة الاحتلال التركي للعديد من الضغوطات وارتكابه المجازر والمذابح، لم تتوقف الصحافة الكردية عن النشر حتى تسعينيات القرن الماضي، وبحلول سنة 1995 أطلقت أول فضائية كردية يوم 15 أيلول من العاصمة البريطانية لندن، وفتحت آفاق جديدة أمام الصحفيين والكتّاب.

وفي جنوبي كردستان، بدأ الإعلام الحر بالنضوج، وصدرت صحف مثل صحيفة “جتر” وصفحية “هافولاتي” وغيرها الكثير.

ويهدف الإعلام الحر إلى الترويج لثقافة المجتمع الديمقراطي والأيكولوجي، بالإضافة إلى حرية المرأة، وينشر في جميع الجوانب مثل السياسة والثقافة والاقتصاد وغيرها.

مؤخراً، صدر نوع جديد من الصحف والوسائل الإعلامية، وهي وسائل عملها يقتضي حفظ المصالحة الحزبية والشخصية الضيقة، أصبحت تروج نفسها على أنها “صحف مستقلة”. ناهيك عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة من قبل تلك الوسائل الإعلامية، للغايات الحزبية ذاتها، تقوم هذه الأحزاب بصرف ملايين الدولارات على هذه الوسائل الإعلامية من جيب المواطنين.

ودفع ظهور كهذا نوع من الوسائل الإعلامية، إلى مطالبة العديد من الصحفيين بإعلام وطني وحر في كردستان، وتتزايد مطالبهم في كل عام مع حلول يوم الصحافة الكردية.