وسط تصاعد الانتهاكات التركية ..ما أسباب استمرار الصمت العراقي

بغداد/وسام الزهروني

وسط تصاعد حدة الانتهاكات والهجمات التركية تواصل الحكومة العرقية صمتها حيال هذه الهجمات الأمر الذي تستغله تركيا لزيادة توغلها في عمق أراضي إقليم كردستان واستهداف المدنيين وإنشاء قواعد احتلالية داخل أراضيه فيما يؤكد مراقبون سياسيون إنه على العراق توثيق هذه الانتهاكات وتقديمها للمؤسسات الأممية لوضع حد لتركيا.

يستمرالمواطنين الكرد بدفع حياتهم ثمنا لأطماع ومخططات الاحتلال التركي، حيث طال قصف تركي جديد قرى محافظة السليمانية، ذهب ضحيته مواطن كان يحمل كتاب الله القرآن الكريم، ليثبت مقتله وحشية الاحتلال في استهداف المدنيين العزل بحجج واهية.

قصف السليمانية، جاء بعد تهديدات عدة أطلقها وزير خارجية الاحتلال التركي هاكان فيدان، لهذه المحافظة الآمنة، وتوعد بشن هجمات ضدها، في خطوة لإخضاعها للأوامر التركية، كما خضع الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكن ورغم الضحايا إلا أن موقف الحكومة الاتحادية ما يزال “خجولا” وغير مبالٍ بما يجري من انتهاكات، وهو ما تم رصده من قبل المراقبين، الذي أكدوا أن بغداد “لن تتحرك”.

ماهر جودة

يقول المحلل السياسي ماهر عبد جودة، في تصريح لـ(روج نيوز)إن “النظام السابق ارتكب خطأ استراتيجيا بسماحه للقوات التركية الدخول إلى الأراضي العراقية، الأمر الذي استغلته تركيا لتقوم بتمديد مدة بقاء قواتها الاحتلالية داخل أراضي الإقليم”.

ويضيف الجودة،:”تركيا تنتهك السيادة العراقية عبر عمليات عسكرية متنوعة وسط إجراءات حكومية خجولة”، مبينا أنه على “الحكومة العراقية أن توثق هذه الانتهاكات وترسلها الى الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات رادعة بحقها”.

ويتابع، أن “المجاملات السياسية بالإضافة إلى الإجراءات الحكومية الخجولة جعلت تركيا تتمادى في انتهاك سيادة العراق واستهداف مواطنيه وأراضيه ، حيث أنها لم ترى موقف حقيقي من الحكومة يردعها عن أفعالها”.

 وكانت الطائرات التركية استهدفت قرية گەلاله في السليمانية يوم أمس الأحد، ما تسبب بمقتل مواطن يبلغ من العمر 30 عاما، ونقلت العديد من وسائل الإعلام عملية نقل جثته إلى الطب الشرعي، وهو محمول بكيس من قبل أهالي القرية.

من جانبه، يقول الخبير الأمني علاء النشوع، في تصريح لـ(روج نيوز)،أن “ذريعة تركيا في قصف أراضي العراق هي وجود جهات تعتبرها مهددة لأمنها القومي، وعلى أساس هذه الذريعة بدأت تتحرك وقت ماتشاء في مناطق كثيرة سواء كان بدخول قوات خاصة وقوات المشاة أو استخدام الطائرات المسيرة أو المقاتلات التي تجوب الأجواء العراقية مع صمت حكومي عراقي مخجل”.

ويلفت إلى أن “امريكا وبعد دخولها العراق قوّضت السيادة العراقية وسلمت كل مقدرات العراق إلى دول الجوار والتي من بينها تركيا، وخدمة لمصالحها فقد اعتبرت العراق مجالها الحيوي الذي تتحرك فيه دون أي رادع وطني أو إقليمي اودولي”.

المحلل السياسي عباس الشطري

إلى ذلك، يرى المحلل السياسي عباس الشطري، في تصريح لـ(روج نيوز)، أن “الحكومة غير قادرة على ردع تركيا والحد من انتهاكها للسيادة العراقية بسبب العلاقات الاقتصادية التي تربط الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الجانب التركي”.

ويبين أن “هذا الأمر يضعف موقف الحكومة المركزية، فضلا عن معاناة الحكومة المركزية من مشكلة رئيسية وهي أن الأتراك توغلوا خلال فترة العشر سنوات الماضية ونهاية داعش واستطاعوا إقامة قواعد ثابتة، وبالتالي لا يمكن للحكومة ان تقدم على أي خطوة سوى النقاش السياسي أو الاحتجاجات”.

ويؤكد أن “القصف التركي سيستمر طويلا إلى أن يحسم هذا الموضوع من قبل الحكومة الاتحادية”، لافتا إلى أنه “هناك نية لمعالجة هذا الأمر في زيارة أردوغان المترقبة إلى بغداد لكن حتى للحظة لا يوجد برنامج وآليه عمل واضحة لمناقشة هذا الأمر”