باحث عراقي يتوقع ابرز المتغيرات التي تنتظر الشرق الاوسط بعد مجيء بادين.. الخطوط العريضة تبقى

Rojnews

كتب الباحث الساسي – مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية، الدكتور جواد البيضاني مقالاً لوكالة ROJNEWS، بخصوص المتغيرات التي قد يجلبها الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن الى الشرق الاوسط ، من ضمنها شكل التعامل مع تركيا وايران والخليج بشكل يخلتف عن سياسة ترامب. لكنه اكد ان الاستراتيجية الامركيية بعيدة المدى ستبقى كما هي.

هناك تطور حدث في الساحة الامريكية و هو اخيتار الديمقراطي جو بايدن لمنصب الرئاسة الامريكية، لكن الاهم من ذلك هو شكل السياسة التي سيمارسها و حجم التأثير الذي سيتركه في الشرق الاوسط.

كما نعلم ان السعودية والكويت والبحرين تربطها علاقات بترامب الذي كان مهندس التطبيع بين اسرائيل والامارات وثم البحرين، وكذلك مارس ضغوط  لتنظيم العلاقة بين اسرائيل والسعودية، وكان له دور كبير بتغيير مسار السودان رغم رفض شارعه للتطبيع مع اسرائيل.

اذا هل سيحدث تغيير في السياسة الامريكية؟

 كذلك نعلم ان ترامب قد نقل السفارة الامركية الى القدس وهذا هو دليل على اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل،وبالتالي سارت قسم من الدول الغربية المسار الذي سلكه . واعطى الضوء الاخضر لتركيا لتمارس الاخيرة سياستها التوسعية في الشرق الاوسط، وكان لترامب علاقات متوترة مع الدول الاوربية بسبب ضغوطاته على بعض الدول وخاصة المتنفذة منها كبريطاينا والمانيا وفرنسا وهولندا، بصدد المساهمات المالية في حلف الشمال الاطلسي، لاننا نعلم ان اكثر من 80 %  من الاموال التي تُصرف على الحلف هي امريكية، لذا اراد من اوربا ان تزيد نسبة المساهمات في الحلف، وكان دائما يتهجم على اوربا لتحسين وضعها بلاده الاقتصادي.

 لكن ماذا عن الشرق الاوسط وبالاخص سوريا والعراق؟

 بايدن هو مهندس خطة تقسيم العراق الى 3 دول (كردية- شيعية- سنية) لكن بعد ذلك تعرض لضغوط، فغير هذه السياسية.اما علاقته مع تركيا لم تكن ايجابية، وشهد اكثر من محفل مهاجمته للرئيس التركي، مما ازعج الرئيس التركي فاضطر بادين الى تقديم اعتذاره، كذلك الحال سياسته مع مصر، اذ يوصف انه لديه علاقات مع الاخوان المسلمين،رغم انه كان داعماً للرئيس المصري السابق حسني مبارك، و بقائه في سدة الحكم.

اذاً هل يتغير شي في الادارة او السياسية الامريكية؟

اعتقد انها لن تتغير بشكل كبير، بل ستبقى الخطوط العريضة كما هي ، والسبب ان الولايات الامركية هي دولة مؤسسات و تضع استراتيجيات للمدى البعيد وهذا ما لا يسمح لها باجراء تغيير مفاجئ في البنية الاستراتيجية لها، ربما يحدث تغيير بشأن العلاقة بينها و بين دول الخليج، باعتبار انه ميال الى ابرام الاتفاق النووي مع ايران، ويميل الى التفاوض مع الصين دون استخدام الضغط الذي مارسه السابق ترامب، و كذلك الحال بالنسبة للدول الاروربية.

لكن كما هو معلوم ان روسيا هي عدوة للديمقراطيين الامرييكيين و كذلك الصين عدو استراتيجي لهم، لكن لا يظهر هذا العداء بشكل علني، قد يحدث تغيير في هذا المجال لكن سيكون طفيفاً وليس كما التي ظهرت في ادارة ترامب.

وقد تعود المفاوضات بين اسرائيل وفلسطين بشأن حل الدولتين، وهي مفاوضات ليس الا، لان الاسرائيليين لا يمكن لهم ان يخضعوا للضغوطات الامريكية نظراً الى قوة اللوبي الاسرائيلي في بينة القرار الامركي.

ومن المتوقع ان يظهر توتر في علاقته مع الخليج، لكن دون القطيعة، لان الاخير مضطر للتعامل مع الولايات المتحدة،بسبب ضعفها الميداني في المجال العسكري.

اما بخصوص العراق ، فهل صحيح ان بايدن سيعمل على تقسيم العراق؟

الديمقراطيون قريبون من بريطانيا،و بالتالي بايدن قريب من بريطانيا،والنصيحة البريطانية هو ان لا يفعلو هذا الفعل لان العراق بالنسبة لهم ثروة كبيرة من شماله الى جنوبه اذاً لا يمكن التفريط بهذا المكسب المالي الكبير، فالسيطرة على العراق الواحد اسهل من السيطرة على 3 اجزاء، حيث ان الجزء الجنوبي ميال الى ثورات وانتفاضات، والجزء الشمالي غير خاضع لارادة موحدة، فهو ينقسم الى ادارتين متنافرين متخاصمين ، احداها تابع الى تركيا و جزء من الاخر الى ايران وثالث متمرد،فهذا التنافر بين القوتين الكرديتين يمثل قلق بالنسبة للولايات، اما بالنسبة للطرف السني في الوسط العراقي فهو يرضخ الى العامل الاقتصادي في تعاملاتها، اذا المعادلة في هذه الحالة يفرض عليه الحفاظ على وحدة العراق.

ما بالنسبة لسوريا؟

هناك قوة كردية في شمال و شرق سوريا، و لا بد ان تتعامل الولايات الامركيية معهم بشكل ايجابي، ولا اعتقد ان تفرط بهذا المكسب الذي تحقق لها، ستبقى قوة امريكية هناك، لكن ليس بدون المفاوضة الروس وتركيا بشأن بعض المعادلات الرقمية حول السيطرة الجغرافية.

عموماً

لن يكون هناك تغيير كبير في السياسية الامريكية بالشرق الاوسط، لكن ارى ان الولايات المتحدة  ربما قد تقوي مصر على حساب تركيا، او تقوي تركيا على حساب ايران،ربما تدفع هذه السياسية الى صِدام غير مباشر  من خلال دعم فئة على حساب اخرى، مثلاً العراق المتاخم  لتركيا والقريب عن مصر بحكم اتفاقه الاخير، و بالتالي ربما يحدث النزاع في هذ المنطقة.هذه كلها احتمالات.

الاوضاع فيما يخص ايران وتركيا ستتغير، وتبدأ اوربا بالضغط على تركيا وروسيا وفق ما  تقتضي مصالحها. بالنهاية الاسترايتيجية الامركية لا يمكن ان تتغير خلال هذه المدة.