تركيا تتسول في الخليج لاحتلال المزيد من الأراضي بأموال خليجية

مركز الأخبار

في الوقت الذي وصلت فيها التضخم في تركيا إلى 85% اتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التسول مرة أخرى في دول الخليج، وذلك بهدف خفض التضخم وتمويل احتلاله في الأراضي العربية وخاصة في سوريا والعراق وليبيا وبعض من الدول الأخرى، لكن من الملفت أن الدول الخليجية تدعم هذه الاحتلالات التركية بالأموال وفي حال اتفقت تركيا مع السعودية وقطر سيحصل تركيا على قرابة 15 مليارات دولار.

الربيع العربي أو ثورات الربيع العربي، هي حركات احتجاجية سلمية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية خلال أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت في الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكان من أسبابها الأساسية انتشار الفساد والركود الاقتصاديّ وسوء الأحوال المَعيشية، إضافة إلى التضييق السياسيّ والأمني وعدم نزاهة الانتخابات في معظم البلاد العربية، ولا زالت هذه الحركة مستمرة حتى هذه اللحظة، ونجحت الثورات بالإطاحة بستة أنظمة حتى الآن.

مع انطلاق الربيع العربي، بدأت دولة الاحتلال التركي بسياساتها الاحتلالية في المنطقة، مستغلةً الفراغات في المنطقة وعبر دعم المجموعات المرتزقة مثل داعش والنصرة وبعض من الجماعات المرتزقة الأخرى في ليبيا والعراق وخاصة في سوريا، وبما أن تركيا تحاول دائماً إبادة الشعب الكردي كان تدخلها في سوريا والعراق بشكل خاصة، حيث دعمت داعش والنصرة ومجموعات أخرى تحت مسميات مختلفة ضد الكرد وهي حتى الآن تسعى إلى طمس القضية الكردية بكافة السبل وبالتالي احتلال أجزاء واسعة من المناطق بحجة محاربة الكرد وحماية أمنها القومي.

“محادثات تركية وسعودية وقطرية”

وقال متحدث باسم وزارة المالية السعودية، الثلاثاء المنصرم، إن “السعودية وتركيا تناقشان إيداع الرياض خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي”، مضيفاً “نجري نقاشا في المرحلة النهائية لإيداع خمسة مليارات دولار أميركي لدى البنك المركزي (التركي)”.

وأشار مسؤولان تركيان كبيران لرويترز، الجمعة الماضي، إن “تركيا وقطر في المراحل النهائية من محادثات ستقدم بموجبها الدوحة تمويلا يصل إلى 10 مليارات دولار لأنقرة، من بينها نحو ثلاثة مليارات دولار بحلول نهاية هذا العام”.

وأفاد أحد المسؤولين أن “إجمالي التمويل قد يتخذ شكل مبادلة أو سندات دولية أو أي طريقة أخرى”.

هذا عدا عن أن تركيا تصدر سنوياً بالمليارات الدولارات منتجاتها إلى الدول العربية وخاصة إلى العراق، حيث يصل سنوياً التبال التجاري بين تركيا والعراق إلى 20 مليار دولار، ورغم دعوات برلمانية وسياسية إلى الحكومة العراقية لإيقاف الاستراد من تركيا، ألا أن الحكومة العراقية لم تأخذ الدعوات على محل الجد.

“احتلال تركيا لسوريا”

احتلت الدولة التركية منذ بداية الأزمة السورية وتحت ذرائع مختلفة أراضي ومناطق واسعة من سوريا “عفرين، تل أبيض، رأس العين، جرابلس، اعزاز، إدلب والباب”، بالإضافة إلى مناطق وبلدات أخرى في الشمال السوري، وفي الآونة الأخيرة تحاول احتلال المزيد من الأراضي السورية بحجة أمنها القومي.

“احتلال تركيا للعراق”

أما في العراق يواصل الدولة التركية المحتلة وبحجة محاربة حزب العمال الكردستاني وحماية أمنها القومي منذ التسعينيات القرن الماضي وحتى الأن، من دون أي ردع من الأطراف العراقية، وفي الآونة الأخيرة وصلت احتلالها إلى الموصل وكركوك بالتعاون مع أطراف عراقية وعلى رأسها الجبهة التركمانية.

ويتواجد في محافظة نينوى أكبر قاعدة عسكرية للدولة التركية المحتلة هي قاعدة زليكان في ناحية بعشيقة، التي احتلتها بحجة محاربة داعش، لكن لم يطلق الجيش التركي أي رصاصة تجاه مرتزقة داعش، وحتى لم يداخل في حملة تحرير الموصل من مرتزقة داعش.

إلى جانب العراق وسوريا بات الخطر التركي يمتد إلى أكثر من دولة عربية وحالياً يتواجد الجيش التركي في العديد من الاراضي العربية بحجة محاربة داعش والجماعات المتطرفة، لكن حتى الأن لم يطلق الجيش التركي أي حملة أمنية أو عسكرية مشتركة مع التحالف الدولي لمحاربة داعش، بل تسعى من خلال الفراغات الأمنية في المناطق العربية إلى احتلال المزيد من الاراضي، وذلك بهدف أحياء العثمانية الجديدة في المنطقة.

وعدا عن احتلالها للمناطق في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا والعراق وليبيا، ارتكبت الدولة التركية المحتلة المزيد من جرائم الحرب في العراق وسوريا، وكان أخرى مجزرة ديرك في شمال وشرق سوريا ومجزرة زاخو في العراق، ورغم الدعوات لطرد الاحتلال التركي من العراق وسوريا، ألا أنها يطلق بين الحين والأخرى عمليات احتلالية جديدة في سوريا والعراق.

ويرى مراقبون بأن الدولة التركية وعبر الدول الخليجية سواء أن كانت تعلم أو لا فهي تحتل الأراضي العراقية وسورية وليبية بأموال خليجية وعلى رأسها السعودية وقطر، حيث أن قطر يتملك علاقات قوية مع تركيا وتحتل تركيا جزء من قطر وتمتلك قاعدة عسكرية كبيرة فيها، لكن يبقى السؤال.. هل الأنظمة العربية في الشرق الأوسط على علم بمخططات الدولة التركية أم أنها تناي بنفسها ومشغلة بأزماتها الداخلية؟.