مؤامرة جديدة تحاك ضد الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة

مركز الأخبار

مرة أخرى، تحاك مؤامرة مشتركة بين الدول الإقليمية ضد الشعب الكردي، والتي تُنفذ بقيادة دولة الاحتلال التركي، والحزب الديمقراطي الكردستاني وعدة دول أخرى. على أن الغرض منها هو القضاء على مكتسبات الكرد والسيطرة على حدود كردستان ومحاصرة الشعب الكردي.

خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، عُقدت العديد من اللقاءات والمناقشات بشكل علني وسري، وكانت أجندة كل تلك اللقاءات العداء ضد الشعب الكردي ومحاصرة الكرد في اربعة اجزاء خاصة الحرب ضد حركة تحرير الشعب الكردي.

“سلوك مشبوه”

شهدت الأيام الماضية بعض الحركات السياسية والدبلوماسية المشبوهة التي لها علاقة مباشرة بالوضع الأمني في إقليم كردستان وغرب كردستان، وكانت هذه الحركة على مستوى العراق وتركيا وإقليم كردستان وإيران.

زار رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني بغداد مرتين في أسبوع واحد. على الرغم مما أذيع أن الزيارة لها علاقة بالقضايا بين هولير وبغداد، إلا أنها تتعارض مع المعلومات الحالية. بعبارة أخرى، كانت زيارة نيجرفان بارزاني مرتبطة مباشرة بالوضع الأمني في إقليم كردستان وهجمات تركيا وإيران.

وقبل أيام قليلة من زيارة نيجرفان برزاني إلى بغداد، قام رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان بزيارة بغداد والتقى سراً برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووكالة المخابرات العراقية، وبحسب وسائل إعلام تركية، كانت زيارة هاكان فيدان مرتبطة بهجمات الدولة التركية على جنوب كردستان.

وبالتزامن مع زيارة هاكان فيدان، كان قائد الحرس الوطني الإيراني إسماعيل قاني في بغداد أيضا، حيث عقد بعض اللقاءات مع المسؤولين العراقيين بخصوص بقاء قوات شرق كردستان في إقليم كردستان، وأعطى وقتا لحكومة العراق والإقليم لحسم قضية قوى شرق كردستان.

وفي الأيام نفسها، زار وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني تركيا سراً، وتحدثت وسائل الإعلام التركية عن زيارة هذا الوفد، وأكدت أن وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني وعد الدولة التركية بمساعدتها في شنكال والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.

في الأسبوع الماضي، قام وزير الخارجية الإيراني بزيارة مفاجئة إلى تركيا والتقى بوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو. لاحقا، أعلنوا في مؤتمر صحفي موافقتهم على القتال معا في العراق وسوريا ضد “العدو”، أي القوى الكردية في جميع أنحاء كردستان.

كجزء من الحركة السياسية والدبلوماسية ذاتها، زار وفد من الناتو بغداد وهولير. وتحدثوا عن هجمات الدولة التركية مع سلطات العراق وإقليم كردستان. وبحسب التصريحات التي صدرت بعد تلك الاجتماعات، فإن سلطات الإقليم وبغداد، بدلاً من المطالبة بوقف الهجمات وتقدم الجيش التركي، أعطت للدولة التركية الذرائع في شن الهجمات.

“ما هي الخطط المحلية والدولية؟”

قدم نيجيرفان بارزاني في زيارته إلى بغداد اقتراحين للحكومة العراقية بشأن الهجومين التركي والإيراني. الاقتراح الأول هو ضرورة نشر قوات حماية الحدود د في المناطق الحدودية لمنع تقدم الجيشين التركي والإيراني.

الاقتراح الثاني هو انتشار قوات البشمركة الزيرفاني على الحدود. من جهة، إيقاف الدولة التركية أولاً، ومن جهة أخرى، تضييق المجال أمام الكريلا.

بناء على طلب إيران، اقترحت الحكومة العراقية نشر قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي على خط الحدود. وبحسب ذلك، يجب نشر الحشد الشعبي على الحدود بين شرق كردستان وجنوب كردستان، وانتشار الجيش العراقي على الحدود بين شمال وجنوب كردستان.

الآن هذا الاقتراح على طاولة رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، الذي يستمر في مفاوضات مع تركيا وإيران والحزب الديمقراطي الكردستاني لتنفيذ هذه الخطة. لكن تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يرفضون هذا الاقتراح.

تسعى دولة الاحتلال التركي لمواصلة هجماتها ودفع قواتها إلى حدود جنوب كردستان. لكن بسبب حلول الشتاء الآن، تريد قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني الانتشار في المنطقة حتى انتهاء فصل الشتاء. ثم مرة أخرى بالاتفاق، ستغادر قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني هناك وستدخل المنطقة مرة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، لا يرغب الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يعبر الجيش العراقي الحدود، لأنه يشكل تهديدا لقوته السياسية والعسكرية والاقتصادية. أكبر مخاوف “الحزب الديمقراطي الكردستاني” هي أن تكون البوابات الحدودية تحت سيطرة الجيش العراقي.

من ناحية أخرى، لا يريد الاتحاد الوطني أن ينتشر الجيش العراقي والحشد الشعبي على الحدود بين جنوب كردستان وشرق كردستان. الاتحاد الوطني يطالب بتشكيل قوة من شباب إقليم كردستان ونشرها على الحدود، وقد عبر رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني بوضوح عن هذا الاقتراح في مقابلة.

والآن تريد الدولة التركية نشر قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في القواعد التي بناها الجيش التركي في المناطق الجبلية من خلال اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. وتعلم الدولة التركية أن جنودها لا يستطيعون البقاء في تلك الأماكن خلال فصل الشتاء، كما تعلم أن عمليات الكريلا تزداد ضد قواتها في الشتاء. لذلك، عليهم مغادرة قواعدهم والعودة إليها لاحقا. لكن إذا استقر الجيش العراقي في تلك المناطق، فلن يتمكن الجيش التركي من إخراجها.

لم يتم تضمين تركيا وإيران والعراق والحزب الديمقراطي فقط في هذه المؤامرات، لكن أمريكا وحلف شمال الأطلسي أيضا يحلان مكانهما ويدعمان خطوات هذه القوات. في وقت ما، يُطلق عليهم اسم قوات الحلفاء وهم يروجون للحرب ضد داعش وحماية الكرد، لكن في الواقع، أمريكا وحلف شمال الأطلسي هما أيضا جزء من الخطط والمؤامرات الإقليمية ضد الشعب الكردي.

“خطط تستهدف غرب كردستان”

المؤامرات لا تتعلق فقط بجنوب كردستان، ولكن هناك أيضا خطة مشتركة ضد الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة. والآن تريد الدولة التركية المحتلة احتلال جزء من غرب كردستان مرة أخرى. وبهذا الهدف تقصف قرى ومدن غرب كردستان بشكل يومي. كما أنه يهدد باجتياح منبج وكوباني وتل رفعت.

أمريكا وروسيا وقوات التحالف الأخرى موجودة في سوريا. هذه القوات لم تغض الطرف عن هجمات الدولة التركية فحسب، بل أصبحت أيضًا جزءًا من المخططات ضد الشعب الكردي من وراء الكواليس. لذلك، تعلن الولايات المتحدة فقط على مستوى التصريحات أنها لا تريد أن تشن الدولة التركية أي هجمات. لكن في الواقع، لقد أعطوا الضوء الأخضر للدولة التركية.

كما أن سماء غرب كردستان تخضع لسيطرة أمريكا وروسيا. لكن الدولة التركية تقصف أمام أعينهم مدن وقرى في غرب كردستان كل يوم. وهذا يدل أيضا على وجود اتفاق سري بين هذه الدول والدولة التركية وإيران.

وتحاصر الدولة التركية الشعب الكردي في غرب كردستان، وتقول للنظام السوري إنك إذا أتيت بقواتك إلى حدود ما بين غرب كردستان وشمال كردستان، فستوقف الهجمات. لكن هدف الدولة التركية هو تطويق غرب كردستان من عدة جهات ومهاجمتها متى شاءت وتدمير إنجازاتها. لكن هذه مجرد ذريعة، لأن قوات النظام السوري موجودة على حدود غرب كردستان وشمال كردستان. لكن الدولة التركية تقصفهم أيضا. وفي الأسبوع الماضي، فقد 15 جنديا من قوات النظام السوري حياتهم جراء قصف للجيش التركي بالقرب من كوباني.

“مؤامرات ضد جميع أجزاء كردستان”

الآن هناك مؤامرة شاملة ضد الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان الأربعة. بعض هذه الخطط تكشف للعلن، وبعضها مخفي ويتم إدارته خلف الكواليس. هذه المؤامرات، تضم الدولة التركية وإيران والعراق وسوريا وأمريكا وحلف شمال الأطلسي والحزب الديمقراطي. وهي موجهة كمؤامرة دولية ضد الشعب الكردي وجزء من هذه المؤامرة ضد حزب العمال الكردستاني.

تقوم الدولة التركية بوضع جدران إسمنتية على حدود شرق وغرب كردستان. لكن بسبب جغرافية الحدود مع جنوب كردستان، فهي عالقة ولا يمكنها بناء جدار. لهذا السبب يريد السيطرة على الحدود من خلال الغزو.

أقام النظام الإيراني قواعد عسكرية على طول حدوده مع إقليم كردستان ونشر قوات عسكرية إضافية في هذه القواعد على الحدود. وفي بعض الأماكن دخلوا أراضي جنوب كردستان بعمق 5 كيلومترات.

رغم أن النظام السوري يعارض احتلال الدولة التركية على أراضي سوريا، إلا أنه يريد أيضا إرسال قواته إلى غرب كردستان ولن يبقى شيء باسم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب. ولهذا لا تقبل بوجود مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا.

ترى الحكومة العراقية الآن في الهجمات التركية والإيرانية على إقليم كردستان فرصة لإعادة جيشها مرة أخرى إلى حدود إقليم كردستان ووضعه تحت سيطرته. لهذا السبب فهو في مفاوضات مع الدولة التركية وإيران.

وذكرت بعض وسائل الإعلام التركية، خلال الأيام الماضية، أن تركيا وإيران والعراق اتفقت على ضبط حدودها للحد من تحركات وأنشطة القوات الكردية. لهذا السبب، من المتوقع أن يجتمع قادة الدول الثلاث ويعلنون عن اتفاق مشترك.

وبحسب وسائل إعلام تركية، أعطت أمريكا والناتو الضوء الأخضر لتشكيل هذه الخطة.

بإرادة وقوة حزب العمال الكردستاني، لا توجد فرصة لنجاح هذه المؤامرات. حتى لو تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع هذه الدول ونجحت المؤامرة، فإن من سيشهد أكبر قدر من الضرر هو الحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه وسينتهي قوته وإنجازاته.