اكاديمي عراقي يتحدث عن دور تركيا الخطير في سوريا و العراق وصولاً الى افريقيا

الجمعـة, 19 Jun 2020 – 11:11  بغداد / ROJNEWS

نص الحديث:

تركيا لم تستهدف سوريا و العراق او منطقة اخرى معينة فحسب ، بل لها طموحات كبيرة ، فكما قامت ايران بالسيطرة على بعض المداخل المهمة قامت تركيا بالمثل، وكما نعلم ان ايران وتركيا نقيضتان ، لكنهما تغلبان مصلحتهما العليا على الخلافات التي سادت بينهما لفترة طويلة، و مصالحهما تلتقيان في بعض النقاط،  لهذا عندما تدخلت تركيا في ليبيا اعلنت طهران ضغطها بشكل غير مباشرعلى حفتر المدعوم من السعودية و الامارات ومصر، اذ كما نعلم ان هناك خلاف كبير بين السعودية وايران. فحين تدخلت الامارات في اليمن بدأت ايران بتقديم الدعم للسراج الذي يسمى بحكومة الوفاق المزعوم انه معترف دولياً، غير ان هذه المساعدة لم تكن واضحة الخيوط  كالدعم التركي في ليبيا، فانتبهت الامارات ان ايران تلعب لعبة جديدة، لذا بدأت تخفف من الضغط على ايران في اليمن.وفي المقابل تدخلت تركيا بشكل او باخر في ليبيا والسبب هو الارتباط بتيار اخوان المسلمين، والشيء الاخطر في هذا التدخل هو ما يقوم به الرئيس التركي اردوغان.

تركيا تهيئ قوة كبيرة من بعض الدول الافريقية وكذلك من السوريين،والعراقيين وبعض الكرد ايضاً من خلال قواعد ومعسكرات، و الهدف منه اعداد قوة اسلامية يشرف عليها ضباط اتراك، وتستخدم هذه القوة كمرتزقة لجبهاتها الخارجية كضرب دولة او جهة معينة خارج الحدود ، كما الذي يحصل في سوريا و ليبيا.

ومما يحدث في لييبا يوضح الصورة جلياً، فالكثير من المواقع  التي كانت بيد حفتر اصبحت الان بيد المرتزقة، وفقد حفتر اغلب مناطق سيطرته و ربما تسقط مدينة سرت ايضاً، ما يعني ان تركيا حققت مخططها عبر المرتزقة.

قد يتم الحديث عن التحالف مع مصر، كجبهة مناهضة لتركيا،ـ لكن مصر مشغولة اليوم بقضية سد النهضة في اثيوبيا وكذلك منشغلة باوضاعها الاقتصادية المتردية، فالسعودية و الامارات لم تقدم شيء وهاتان الدولتان حاولتا جعل مصر خاضعة لها وبالتالي لم تصبح العلاقات قوية كما ينبغي. وكما نعلم ان حركة اخوان المسلمين قوية في مصر، ومن الممكن ان تسقط مصر بيد الاخوان، وهذا الامر لا يهم الولايات المتحدة او اسرائيل، فما يهمها هو مصالحها ،وقد تقوم امريكيا تحقيق مصالحها عبر الاخوان المسلمين، من خلال العقودات و الاتفاقيات. بمعنى (اوصلك الى الحكم و احصل انا على ما اريد). اذاً مصر مهددة، حتى في تونس ايضاً نرى ان قاعدة الاخوان المسلمين المتمثلة بحركة النهظة لها نفوذ قوي و تناصف الاحزاب الاخرى بالحكم و تحظى بدعم تركي، وكذلك المغرب، وما نلاحظه ان قطر وتركيا وصلت دعمهما الى اثيوبيا وهناك سيطرة مطلقة لتركيا في الاقتصاد الصومالي، و كان اخر تدخل حين قامت تركيا باستخدام حركة الشباب المسلم لاطلاق سراح عدد من الصحفيين الايطاليين.

اذاً جزء كببير من باب المندب اصبحت بيد تركيا ولها نفوذ في اثيوبيا، وهو منفذ تجاري بالنسبة لمصر ودول عربية،ما يعني ان تركيا بدأت تتمدد بشكل غير كطبيعي وهذا لا يهدد امن الدول العربية فحسب و انما  امن كل الشعوب المتعايشة في هذه الدول، و الموصل ليس بمنأئ عن هذا التهديد فالموصل هو حلم بالنسبة لتركيا.

ربما ستواجه تركيا مقاومة كبيرة من قبل اهل الموصل ، لكن بالمقابل هناك قسم كبير ايضاً يعملون لصالح تركيا كعملاء في المنطقة.

تركيا تلعب لعبة خطيرة و حقيقةً ان المخطط التركي لا يتم الا عبر التنسيق مع اسرائيل والولايات الامريكية.

اما بالنسبة لروسيا فهي تخشى تركيا، بسبب عدة اوراق ضغط تمتلكها انقرة، فعلى سبيل المثال تمتلك ورقة المقاتلين الشيشان والانكوش ، فهناك تقارير تشير الى ان الروس تخوض حرب ضروس مع هؤلاء المقاتلين في غابات الانكوش في الجهة المحاذية في الشيشان ذات الانتماء التركي. اذ سبق واكد احد المستشارين الروس وجود معسكرات هؤلاء يشكل تهديداً  للامن الروس، و جميعنا نعرف ان تركيا كان لها دعم واضح عندما اعلنت الشيشان استقلالها في مطلع تسعينات القرن الفائت.

بالتالي فتركيا تمثل تهديداً للعراق و دول اخرى، على الجميع ان يحذروا من المخططات التركية الخطيرة، و العمل لمواجهة التهديدات التركية و فضح ممارستها عبر كل الوسائل المتاحة المدنية و الاعلامية.

سياسية السعودية و الامارات خاطئة، و كذلك السورية،وحتى العراقية التي يجب ان تمد يدها للكرد،وتحسسه انه الجزء الاساسي من النسيج، فعلى الجميع ان يعرف ان تركيا ترسم سياساتها على الازمات، فالخشية منها كبيرة و خاصة على مصر، و اذا انهار النظام المصري  فان تركيا ستستفحل اكثر في المنطقة، و حينها لا السعودية و لا غيرها تسطيع ان تواجه التمدد التركي.